عالم فيروسات يروي قصة تاريخ أدوية كورونا
الجارديان المصريةحوار/جرجس نظير
عالم فيروسات مصري حاصل على درجة الدكتوراه من جامعة كامبريدج البريطانية العريقة.
عمل باحثا في أكبر المراكز البحثية الأمريكية كمعاهد بحوث الصحة القومية الأمريكية ومعهد ماستشوسيتس للتكنولوجيا.
وحاليا هو باحث رئيسي في شركة ميكروبيوتيكس بالولايات المتحدة الأمريكية يقود العديد من المشروعات البحثية لابتكار وتطوير أدوية جديدة مضادة للفيروسات. وبالتعاون مع ابنه أدهم أنشا قناة VirolVlog على منصة اليوتيوب عن الفيروسات باللغة العربية هي الأولى في نوعها وفحواها، يقدم أسلوبا علميا راقيا يناسب المشاهد العادي كما يصلح للعالم الأكاديمي المتخصص، حيث يمزج بين البساطة والعمق والجدية والمرح هو الدكتور إسلام حسين ....ويسعدنا أن يكون ضيفنا
-
الواقع العلمي يؤكد أنَّ اكتشاف دواء جديد ليس أمرًا يسيرًا
-
السياسيون يرغبون في تهدئة الشعوب على حساب المنهج العلمي
-
FDA لها دورٌ كبيرٌ في تنظيم حركة الدواء وتسويقه، وتحجم الجشع التجاري في مجال الأدوية
-
نحن في مرحلة تفاؤل حريص، فالنتائج مشجعة، لكنها ليست ممتازة.
-
نؤكد أنَّ التعايش لا بد أنْ يكون له ضوابط وإجراءات احترازية.
-
أريد من الجميع الاهتمام بطرق الوقاية والحرص عمومًا وتطهير الأماكن والأيدي طيلة الوقت
العالم كله يترقب كل جديد في ساحة البحث العلمي الخاص بمرض (كوفيد19)- كورونا نبدأ الحوار ....
نريد من سيادتكم التعرف على قصة تطور علاجات فيروس كورونا وما هي أحدث الأبحاث؟
- عندما بدأ الوباء لم يكن لدينا علاج مخصصلــ(كوفيد19)، كل الأدوية التي ذُكِرت في الصحف كانت موجودة سابقًا لأهدافٍ أخرى، ولكننا اتخذنا مبدأ إعادة التوجيه repurposing.
لأن الواقع العلمي يؤكد أنَّ اكتشاف دواء جديد ليس أمرًا يسيرًا، بل يتطلب سنوات عديدة من البحث والتجارب المعملية، بدءًا من اكتشافه وحتى وصوله إلى أنامل البشر، وهذه رحلة طويلة ليس لدينا متسعٌ من الوقت للقيام بها، أو رفاهية الانتظار، فنحن مثل حصان يجري في ملعبٍ أرضه غير مستوية ولجامه الوقت، فنحن نحاول أنْ ننقذ الأرواح قدر الإمكان، فالحل الأسرع والمنطقي البحث عن دواء موجود و آمِنْ يحل المشكلة ولا يعقدها.
وأول ما طرقنا بابه هو دواء هيدروكسي كلوروكين، وهو دواء قديم ظهر في أربعينيات القرن الماضي ويستخدم لعلاج الملاريا مع العلم إنه مرض طفيلي وليس فيروسيًّا.
من أين جاءت فكرة تأثير هيدروكسي كلوروكين على مرضى كورونا؟
- جاءت مع ظهور فيروس سارس في الصين عام 2002، أُجريت كثير من الأبحاث المعملية آنذاك على الكثير من العقاقير ووجدوا أنَّ الهيدروكسي كلوروكين له تأثير مضاد لفيروس سارس1 معمليًّا -فنحن نجري التجارب المعملية في بداية الأمر قبل المراحل التالية– وعند ظهور كورونا في ديسمبر الماضي، بحثنا عن أي شيء يكون له تأثير بحيث يكون قريبًا جدًّا من الفيروس المسبب، ونحن نعلم أنَّ سارس 2 من العائلة الفيروسية نفسها، مع العلم أنَّ كل التجارب المعملية أثبتت فاعليته، إلا أنه على أرض الواقع والتجارب السريرية التي أُجريت في كل من الصين وأمريكا لم يحقق نجاحًا ولم تكن النتائج مشجعة ولم تأتِ بالأثار المرجوة، لكن التمسك بشعاع من الأمل وسهولة توفر الدواء دفع البعض للترويج له، لا سيما إنَّ براءة الاختراع منتهية، مما جعله أملًا متاحًا لجميع البلاد.
لا سيما تصريحات الرئيس الأمريكي كانت تحمل الاطمئنان لشعبه؟
-فعلًا قال عنه سيغير اللعبة، ولكن هذه التصريحات خرجت من الباب السياسي وليس من الباب العلمي، فالسياسيون يرغبون في تهدئة الشعوب على حساب المنهج العلمي، لكننا نريد أنْ نوجه الناس إلى الحقائق العلمية، وللأسف قصة الكلوروكين تحوي جانبًا مأساويًّا؛ لأنه كان باكورة الآمال وأخذ مساحة ثم تضاءل وآل إلى لا شيء.
وماذا عن دواء أفيجان؟
الأفيجان دواء طُوِّر في اليابان، ولاقى اهتمامًا إعلاميًّا كبيرًا، وأحدث صخبًا واسعًا وقيل إنَّ اليابان منحته لبلدان أخرى لتجربته دون مقابل، مع العلم أنَّ الأفيجان مُوافَق عليه من قِبَل الأجهزة الرقابية على الدواء في اليابان فقط لعلاج الأنفلونزا.
هل خضع لأبحاثٍ؟
- كل دولة لها فريق أو هيئة مسؤولة عن اختبارات الأدوية قبل استخدامها.
وهل لا بد أنْ يكون لـFDA دورًا في ذلك؟
- يقينا، لها دورٌ كبيرٌ في تنظيم حركة الدواء وتسويقه، وتحجم الجشع التجاري في مجال الأدوية، أضف إلى هذا غالبية الأدوية تنتجها وتطورها شركات أمريكية.
وماذا عن تأثير الأفيجان؟
مضاد للفيروسات ويستخدم في علاج الأنفلونزا، ووجدوا أنَّ له تأثيرًا واسع المجال نسبيًّا، وهذا من النادر أنْ نجده، بخلاف الأدوية التقليدية التي تعمل في نطاق محدد، فالأفيجان يستهدف أكثر من عائلة من الفيروسات. لذلك شجع الأطباء على تجربته على مرضى كورونا، وبالفعل جرب في البداية بشكل محدود على بعض المرضى في الصين لكن دون استخدام ضوابط العلمية المتبعة في التجارب حتى نتحقق من النتائج.
بمعنى؟
اِفترض جدلًا أنَّ طبيبًا اختبر دواءً على أحد مرضاه في عيادته الخاصة ونجح الدواء وشفي المريض، وأعلن ذلك، هل نستطيع أنْ نجزم أنَّ دواءه فعَّالٌ.
- علميًّا لا.