الخميس 18 أبريل 2024 09:56 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مصر اليوم

البابا تواضروس يستقبل وفدا فرنسيا من سياسيين وكتاب وصحفيين

البابا تواضروس يستقبل وفدا فرنسيا من سياسيين وكتاب وصحفيين
البابا تواضروس يستقبل وفدا فرنسيا من سياسيين وكتاب وصحفيين

استقبل قداسة البابا تواضروس الثانى فى المقر البابوى بالقاهرة، اليوم السبت، وفدا فرنسيا من سياسيين وكتاب وصحفيين.

ضم الوفد بيير لولوش وزير الدفاع الفرنسى الأسبق، والسيدة فاليير بواييى عضو مجلس الشيوخ الفرنسى، وألكساندر ديلفال صحفى بجريدة لوفيجارو الفرنسية، وأنطونى كولونا الصحفى بموقع فالير أكتويل، وميشيل صبان الكاتبة والناشطة فى مجال المرأة والطاقة البديلة، وفرانسيسكو دى ريميدز الصحفى بجريدة الجورنال الإيطالى، يرافقهم الدكتور عبدالرحيم على، رئيس مجلسى الإدارة والتحرير لجريدة البوابة، ورئيس مركز دراسات الشرق الأوسط بباريس.

رحب قداسته بالوفد متمنيا لهم زيارة موفقة ومفرحة، ثم قدم لهم لمحة عن الكنيسة القبطية وبشارة القديس مرقس لها، ودور الكنيسة الروحى والوطنى عبر التاريخ، وأشار إلى علامات الكنيسة التى تعد بمثابة أهرامات الكنيسة الثلاثة وهى: التعليم، والاستشهاد، والرهبنة.

وتناول كذلك انتشار الكنيسة فى أغلب دول العالم وخدمتها للمجتمعات فى هذه الدول.

وتحدث قداسة البابا عن العلاقات الطيبة التى تجمع الكنيسة بكافة مؤسسات الدولة المصرية وفى مقدمتها مؤسسة الرئاسة، والحكومة، والأزهر الشريف.

كما أشار أيضا إلى علاقات المحبة التى تربط الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بالكنائس الأخرى حول العالم، وإلى مجلس كنائس مصر الذى يضم تحت مظلته الكنائس الخمس المتواجدة فى مصر.

وألمح إلى دور الكنيسة الأساسى وهو الدور الروحى، ثم يأتى بعده الدور المجتمعى حيث أنه من ألزم واجبات الكنيسة أن تخدم المجتمع الذى تعيش فيه.

ووصف قداسته الوحدة الوطنية فى مصر بأن ما يجسدها هو الحياة المشتركة للمصريين فى المدن والقرى والنجوع، حيث أن المصريين يعيشون حول النيل، وهو ما نسميه الوحدة الطبيعية التى صنعها الله، وهو ما تتميز به مصر.

وفسر قداسة البابا اسم مصر القديم "كيمى" أى التربة السمراء ومنها جاء اسم علم الكيمياء. وأن الحضارة المصرية اختزنت فى داخلها سبع طبقات هى الحضارة الفرعونية، المسيحية، اليونانية الرومانية، الإسلامية، اللغة العربية، المتوسطية، والإفريقية.

ومصر رغم موقعها الجغرافى المتميز إلا أنها تتميز بالأكثر بأنها الدولة الوحيدة فى العالم التى تعد مربعة الشكل لها ضلعان على بحار وضلعان على صحار، ومن هنا جاءت الرؤية المتوازنة التى تتعامل على أساسها مصر مع كافة القضايا، واستشهد قداسته بمقولة العالم المصرى الراحل جمال حمدان الذى وصف مصر بأنها "فلتة الطبيعة، التاريخ أبوها الجغرافيا أمها".

كما ألمح إلى أن مصر تعد من الأراضى المقدسة لأن أرضها تباركت بزيارة العائلة المقدسة التى أقامت فى أرض مصر وتجولت فى ربوعها لمدة ثلاث سنين وستة شهور وعشرة أيام. لذا فإن مصر لها وضع خاص عند الله فإن كانت كل البلدان فى يد الله فمصر فى قلب الله.

ثم استمع قداسته إلى أسئلة واستفسارات الوفد الفرنسى، وأجاب عليها. وكان من بينها سؤال عن رأى قداسة البابا فى الهجمات التى تعرضت لها الكنائس فى أغسطس 2013 حيث أحرقت حوالى 100 كنيسة ومبنى كنسى، وأجاب قداسته: "إن هذا الاعتداء كان يستهدف مصر ووحدتها الوطنية وليس مجرد المسيحيين وكنائسهم، لذا وجدنا وقتها أن الحفاظ على الوطن له الأولوية لأنه حينما يبقى الوطن ستبقى الكنائس ويبقى كل شيء، ولكن إن ضاع الوطن فلن يبقى شيء، ومن هنا جاءت المقولة: "وطن بلا كنائس أفضل من كنائس بلا وطن".

وعن أوضاع المسيحيين فى الشرق الأوسط، حذر قداسة البابا من خطورة تفريغ الشرق الأوسط من المسيحيين، حيث أن وجودهم يعد جدارا عازلا يحفظ المنطقة من نشوء الكثير من الصراعات.

وعن وضع المسيحيين المصريين حاليا ثمن قداسة البابا ما تم إنجازه منذ تولى الرئيس السيسى، ومن أبرز هذه الإنجازات قانون بناء الكنائس الذى عالج وضعا ظالما استمر لقرون، وكذلك صارت للمسيحيين فرصة تولى مناصب عليا لم تكن لهم فرصة لتوليها من قبل، وذلك بعد أن صار الاختيار لهذه المناصب بمعيار الكفاءة، وبالإجمال فإن الدولة المصرية حاليا تعيد تصحيح العديد من الأوضاع غير العادلة المتراكمة من عهود سابقة.

وفيما يتعلق بالمشاكل التى تحدث من حين لآخر فى بعض القرى أكد قداسة البابا على أن التنسيق والتعاون بين الكنيسة ومؤسسات الدولة يساعد بقوة على احتواء مثل هذه المشاكل.

كما تناول قداسته موضوع استضافة مصر لمؤتمر المناخ، مشيرا إلى أن الكنيسة ساهمت فى هذا الموضوع من خلال تقديها مبادرة "ازرع شجرة" حيث تمت زراعة آلاف الأشجار فى الأديرة والكنائس بطول مصر وعرضها، ونوه إلى دعم الكنيسة لمبادرة الأمم المتحدة لإنقاذ كوكب الأرض "ساعة الأرض".

وعن الحروب الدائرة حاليا أكد قداسته على رفضه الكامل لمبدأ الحرب ولا سيما الحروب التى لا مبرر لها ولا طائل من ورائها.

وعن المشكلات التى تنشأ داخل بعض الكنائس حذر قداسة البابا من خطورة الانقسام الداخلى، مشيرا إلى أننا يجب أن نسعى نحو روح المحبة والوحدة لا الانقسام.

وعن وضع اللاجئين فى مصر أشار قداسته إلى أن الكنيسة تساهم فى خدمة اللاجئين الذين يبلغ عددهم حوالى 5 ملايين لاجئ، حيث أنها تقدم لهم خدمات متنوعة منها ما هو تعليمى وتنموى.

البابا تواضروس يستقبل وفدا فرنسيا من سياسيين وكتاب وصحفيين