طارق محمد حسين يكتب : ( وانقلب السحر علي الساحر )
الجارديان المصريةلقد نضجت الشعوب بعد أن اتضحت صورة إسرائيل الحقيقية كدولة تمارس الإبادة الجماعية، عبرت الشعوب عن تعاطفها وتضامنها الإنساني عبر خروجها في تظاهرات حاشدة ، بعد ان شاهدت المذابح اليومية وحرب التجويع والتعطيش للفلسطينيين من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، فقد خسرت الصهيونية روايتها عن الارهاب الفلسطيني وحملات التضليل التي لطالما خدعت بها العالم عبر تمثيل دور الضحية ، خسرت حتى في أهم معاقلها أوروبا و الولايات المتحدة ،وهذا لا يعني أن الشارع الاوربي و الأميركي أصبح داعمًا لقضية الشعب الفلسطيني بالمطلق، ولكن أصبح لديه الكثير من الشكوك حول الروايات الصهيونية بعد ما شاهد المذابح بغزة ،حتي الرأي العام الإسرائيلي قد انقلب علي حكومته المتطرفة بعد أن فشلت الحملة العسكرية حتي الان في تحقيق أهدافها، سوي فى قتل الأطفال والنساء والشيوخ ونشر الجوع وتشريد شعب أعزل، ليخرج علينا قادة الاحتلال بتصريح بأن الجيش الإسرائيلي أكثر الجيوش إنسانية!!، إن المقاومة الفلسطينية اثبتت ان الكيان الصهيوني الجبان هو أضعف بكثير مما تتوهم الشعوب في العالم العربي أو الإسلامي أو ربما في العالم ككل، ان القضية الحقيقية بالنسبة للدولة الصهيونية هي كيفية تهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية باتجاه الأردن، وتهجير سكان غزة باتجاه سيناء، واليوم اتضح أن المخطط يسير من دون توقف بعد اقتراح وزير الخارجية الصهيوني تهجير الفلسطينيين إلي جزيرة صناعية بالبحر !!!، لن توقف إسرائيل مخططها بالنسبة لإنشاء "إسرائيل" الكبرى حتي في ظل اعتراض شكلي أميركي وتغيير في التصريحات بعد هبوط شعبية الرئيس بايدن ، فهذا لا ينفي إن الإدارة الأمريكية متورطة في العدوان بالجسر الجوي والدعم السياسي في مجلس الامن الدولي، وقد أثبتت حرب غزة بالمحصلة أن المقاومة عقيدة أصلب من قسوة الإرهاب والإجرام، وأن الهجوم أفضل وسيلة للدفاع، وأن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة، وأن الانبطاح أمام الأعداء هو ليس خيارًا وإنما انتحار، ويبقي السؤال إلي متي ستظل الأنظمة الحاكمة في الدول العربية والإسلامية مكتوفة الأيدي أمام الهيمنة الأمريكية والغطرسة الإسرائيلية ، وإلي متي يستمر حديث الخرسان عن حل الدولتين الذي تؤيده معظم بلدان العالم وترفضه إسرائيل بشدة، والسؤال الاخير من هو القادر علي الضغط على اسرائيل وإجبارها علي قبول قيام دولة فلسطينية مستقلة ،واتخاذ خطوات ملموسة في اتجاه الحل النهائي للقضية في ظل حكومة اسرائيلية متطرفة .