الكاتب الكبير ايهاب وهبي يكتب : الديمقراطيه البرجوازيه...

أن بناء مصر يحتاج الي جهاد نحو تحرير العقول من براثن ما خلفته الأنظمه السابقه . يحتاج الي تحرير العقول من الآنتهازيه والجشع فالرؤيه الواضحه التي تنتهج الاصلاح وتبحث عن التقدم لن تنجح الا علي أسس صريحه تبتعد عن الزيف والمراوغه والعبث باقدار الناس . رؤيه عاقله لا يتخللها تصفية حسابات او خلق آجواء المؤامره التي عانينا كثيرا من تصدرها المشهد ولم ينتج عنها غير المزيد من العرقله والتعطيل لكل مساعي الآصلاح والرقي .
نحتاج ايضا الي ان نري منها أسس راسخه تضع الأنسان المصري وحريته وكرامته في صدارة مشهد البناء وفي المقابل لا تؤخر المواجهة أو ترحلها لتصبح حملاً ثقيلا علي آكتاف آجيال قادمه ليس لها اي ذنب فيما يقترفه السابقين . فمن زرع الشوك وصنع الآفات بهذا البلد ما اشبهه بمن ادعي الفضيله ولبس لباثها ليبين للناس مظهر خارجي يداري به نيته الخبيثه
لقد شهدت العصور الوسطى في بدايتها حركه كبيره للتوسع وانشاء المدن وشهدت اتجاه الكثير من الآشخاص يحترفون التجاره بكل شئ ومثلوا قوه آقتصاديه سيطرت وتوغلت واصبحت كيان قوي يشابه الي حد كبير بعض المؤسسات والشركات الضخمه برؤس اموالها التي تعمل الآن بمصر .. ظلت تتوغل وتنمو حتي استطاعت ات تتحالف مع انظمة حكم وتتسلل وتضع اقدامها لتصبح من الطبقه الحاكمه التي لديها اليد العليا في الكثير من الاشياء ، استطاعوا ان يدعمو ا ثورتين الامريكيه والفرنسيه للقضاء علي القوانين والانظمه المخالفه لاتجاههم وكان معبرهم في ذلك استخدام المال في السياسه وفرش الطريق بالمصطلحات التي تخدم هذا الاتجاه طريق جعلوه مشروعا لهم في سبيل جذب الفقراء والتخفي ورائهم فقولهم الحق ارادو به الباطل فالحريات الشخصيه والحريات الدينيه والتجاره الحره مصطلحات فضفاضه ومطاطه بيدهم تحجم وتطلق حسب المراد الخفي . وما اشبه اليوم بالامس وما يدور آنها عملية تبديل للجياد في حلبة الرأسماليه الجشعه . فقد أصبح بعض رجال الاعمال في مصر ينتهجون نفس الطريق ولكن بمعايير وطرق جديده حديثه … انها الحاله التي يعيشها العالم ويتمناها المصريون انها الديمقراطيه وبنفس الطرق وبنفس المعايير .. امتطاء الديمقراطيه ومبادئها وقيمها ووضعها في بداية سباق الجشع والنهب لتظل آماني هذا الشعب في مؤخرة السباق .
هذه الطبقه تمتاز بضيق الافق والماديه والرياء ومقاومة التغيير والافتقار الي الثقافه وهذا واضح وضوح الشمس لمن يريد ان يري ويعمل عقله ومع ذلك نجدها استطاعت ان تنخر وتتلون للوصول الي ما تريده فالتحكم في الاقتصاد وخرابه بسياسات الاحتكار والمتاجره بالعمله واستغلال النفوذ وشراء المناصب بالمال سبيل جمع الثروات والآلتحاف بالسياسه للسيطره والتحصن من القوانين.
منهج يحتاج متابعه ورصد للمحاسبه بدلاً من ان نتركهم ينهشون في هذا البلد فقد منيت البلد بهم وتاثرت الي ان تم خلق طبقه آشد فقراً وآختفت الطبقه الوسطي وعادت البروليتاريا مره اخري . آن آعادة منظومة القيم والاخلاق التي غابت هي سبيلنا لبناء مدرسه عصريه عريقه وراقيه لبلد جديره بحكم يشبه تاريخها وحضارتها وهذا يحتج ان نضع ايدينا علي هؤلاء ونحجم دورهم بل ننسفه بكافة الطرق . نعمل علي نبذ الفرقه والخلاف ذلك المناخ الذي اعطي ارضا خصبه للرأسماليه الجشعه في التغلب وبسط النفوذ والنخر في عصب هذه الأمه واقتصادها .
فالبناء لن يكون صلبا وصحياً ونقياً وراقيا وسليما الا عن طريق محو كل ما هو رخيص من قاموس حياتنا الجديده في مناخ يحمل نسمات الصدق والاخلاص والتفاني في العمل تحت شمس الحريه المتزنه والواعيه بقيم الوفاء والانتماء لبلد ذات حضاره وتاريخ علمت العالم عبر رسالة سلام ومحبه كيف يكون الانتماء للوطن . ولن يكون هذا الا بمواجهة الجشع والقضاء علي مثل هذه الانماط التي طالما كانت سببا في عرقلة اي تقدم فلا نجاح لاي نظام في ظل وجود هؤلاء .