الأحد 29 يونيو 2025 01:44 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

محمد الشافعى يكتب : المعسكر الشرقي والمعسكر الغربي وأطماعهم في الشرق العربي .. التآمر والتقسيم

الكاتب والمحلل السياسي محمد الشافعى
الكاتب والمحلل السياسي محمد الشافعى

منذ قرون والمنطقة العربية تُستهدف من قبل القوى الكبرى، سواء من المعسكر الشرقي بقيادة روسيا والصين، أو المعسكر الغربي بزعامة الولايات المتحدة وأوروبا.. هذه القوى تتشارك في أطماعها الاستعمارية، وإن اختلفت أساليبها، حيث تعمل على إبقاء العرب ضعفاء ومتفرقين لضمان استمرار هيمنتها على ثروات المنطقة ومصيرها.
**إسرائيل: الشوكة المزروعة في ظهر الأمة
لا يمكن فصل وجود إسرائيل عن المخطط الاستعماري الغربي، فقد تم زرعها ككيان غريب في قلب المنطقة لتفكيك الوحدة العربية، وتشتيت الجهود، وإشعال الحروب. الغرب يدعم إسرائيل عسكرياً وسياسياً، بينما يتعامل المعسكر الشرقي معها بدهاء، مستخدماً إياها كورقة ضغط لابتزاز العرب.
والنتيجة، صراعات لا تنتهي، وموارد تُهدر في سباق التسلح بدلاً من التنمية.
**بيع السلاح وإشعال الفتن.. لعبة التفرقة
تتنافس الدول الكبرى على بيع السلاح للعرب، فتارة تقدم روسيا والصين أسلحتهما بتسهيلات، وتارة أخرى تدفع أمريكا وأوروبا بصفقات طائلة ، لكن الهدف واحد هو إبقاء العرب في حالة حرب دائمة، سواء مع بعضهم أو مع عدو مزروع (إسرائيل). الصراعات في السودان اليمن وليبيا وسوريا والعراق والجزائر والمغرب خير دليل على ذلك، حيث تُستخدم الأسلحة الشرقية والغربية في حروب بالوكالة تُضعف الجميع.
**البدائل الجديدة: إيران وتركيا
عندما تتراجع إسرائيل مؤقتاً كعدو رئيسي، تبرز بدائل أخرى لاستنزاف العرب. فإيران، الوريث الحديث للفرس، توسع نفوذها عبر الميليشيات والطائفية، بينما تعيد تركيا أحلام العثمانيين عبر التدخل العسكري والاقتصادي. وكلاهما – رغم عدائهما الظاهري للغرب – يلعبان دوراً ضمن المخطط الأكبر لتفتيت المنطقة.

**اليقظة والوحدة .. الطريق الوحيد للخلاص
.. لقد حان الوقت لكي يستفيق العرب من غفوتهم الطويلة. فالتاريخ يعلمنا أن هذه الأمة لا تُهزم إلا عندما تتفرق، ولا تقوى إلا عندما تتحد .. الوحدة ليست شعاراً رومانسياً، بل ضرورة استراتيجية للبقاء في عالم تحكمه القوة ، يجب وقف الاستنزاف في الصراعات الداخلية، ووضع حد للتبعية للشرق أو الغرب، وبناء استقلال حقيقي يعتمد على الذات والتكامل بين الدول العربية.
.. إذا استمر العرب في حالة التشرذم، فسيُكتب لهم أن يختفوا من خريطة المستقبل، ويُستبدل بهم "شرق أوسط جديد" بلا هوية عربية، تحكمه مصالح الأقوياء وأجنداتهم. أما إذا اتحدوا، فسيصبحون قوة لا يُستهان بها، قادرة على حماية مصيرها ومقدراتها من أي طامع شرقي أو غربي.
السؤال الآن .. إلى متى سنظل ندفع ثمن غفلتنا

المعسكر الشرقي والمعسكر الغربي وأطماعهم في الشرق العربي .. التآمر والتقسيم محمد الشافعى مقالات محمد الشافعى الجارديان المصرية