حكايات مصيرية
الكاتب الصحفي الحسيني عبد الله يكتب : الشباب الغائب


مع اقتراب انتخابات مجلس الشيوخ، يُعاد طرح السؤال الأبرز على الساحة السياسية: أين الشباب من المشهد الانتخابي؟ وهل غيابهم عن المشاركة ناتج عن عزوف طوعي أم تغييب قسري؟
فرغم اهتمام الدولة بالشباب وتمكينهم، إلا أن الواقع يشير إلى فجوة واضحة بين الخطاب والممارسة. فالشباب، الذين يمثلون أكثر من 60% من السكان، لا يزال حضورهم محدودًا في الحياة السياسية، سواء في الترشح أو التصويت، ناهيك عن التمثيل داخل الأحزاب أو في مواقع صنع القرار.
*أسباب الغياب متعددة*:
منها فقدان الثقة في جدوى المشاركة، والبيروقراطية الحزبية، وسيطرة الوجوه التقليدية على المشهد، بالإضافة إلى غياب حقيقي للتوعية السياسية في المراحل التعليمية. كما أن ضعف استقلالية بعض الكيانات الشبابية وتسييسها أفرغها من مضمونها، وأبعد الشباب عن الإحساس بأنهم شركاء حقيقيون في صنع القرار. بقصد أو بدون قصد
*أما عن التغييب*، فالبيئة الحزبية لا تزال تضع حواجز أمام بروز طاقات شابة جديدة، سواء من خلال قوانين أو ممارسات تُعلي من شأن الولاء لا الكفاءة، أو عبر انغلاق بعض الأحزاب على نفسها.
*الحل؟*
إعادة بناء الثقة من خلال إشراك الشباب في إدارة العملية الانتخابية، وتفعيل دورهم في صياغة البرامج، وإعطاء مساحة حقيقية للمنافسة السياسية، بعيدًا عن الشعارات. كما أن دعم الكوادر الشابة ومساندة الحملات التوعوية في الجامعات ومراكز الشباب قد يكون مدخلاً لإحياء الروح السياسية الغائبة.
فالشباب ليسوا كتلة صامتة كما يُراد لهم، بل قوة دافعة قادرة على التغيير إذا أُعطيت الفرصة بصدق.