الجمعة 17 أكتوبر 2025 08:17 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

ايهاب وهبي يكتب : الإجماع الكاذب

الكاتب الكبير ايهاب وهبي
الكاتب الكبير ايهاب وهبي

ليس اتهاما بقدر ما هو استفسار يحمل علامات التعجب في سبيل الحصول علي إجابات مقنعه لحاله وصل فيها الضمير الجمعي الي ازدواجية معايير وحاله من اللامباله المغلفه بورق شبيه الفضه مرشوش بماء ذهب يخفي تحته معدن رديء . حالة اجماع علي الكذب وتصديقه في محاولات مسميته لجعله واقع وحقيقه يجب علي الجميع التعايش معها ،حاله اشبه بمنظر الزباله والتي تعود عليها الناس وعلي صورتها والتعايش معها كونها هي اصل الحكايه .. ولا أبلغ هنا ان قلت ان صاحب الثقافه والوعي وهم من المفترض ان يقودو هذا العقل الجمعي وتوجيهه التوجيه المعقول والمقبول انسانيا عبر ثقافه وقيم وادوات نشر للوعي مناسبه وبسيطه . بعلم له ادلته وبراهينه وتجاربه وسوابقه والتي لا يوجد من يختلف عليها الا الجاهل المتعجرف بجهله وعناده وحقده ونواقصه النفسيه ،قد انساقوا ووقعوا فريسة هذه الحاله واستكانوا تحت مسميات الامن والخوف من المجهول فاشاحو بوجوههم وابتعدوا وغضو الطرف إلا من رحم ربي وهم قليل جدا لا يكاد يسمع بهم احد والنتيجه ترك الامر برمته بل وفضلنا متعة المشاهده دون اقتراب .
وكاننا في حديقة حيوان نراقب حركات القرود .. رحم الله العالم الجليل الدكتور مصطفي محمود الذي تنبأ بهذا في الثمانينات والمرحوم محمود ياسين في فيلمه العبقري انتبهوا ايها الساده وايضا احمد ذكي العبقري في البيه البواب وختامها بمحمود عبد العزيز في فيلم الكيف والذي يعتقد الجهلاء انه فيلم فكاهي رحم الله عاطف الطيب ورمزيته الرائعه في لوحة مقلوبه تحمل داخلها عبارة ..إنما الأمم الاخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت اخلاقهم ذهبوا وموضوع تحتها الجوزه وادوات المزاج ..
ان ضمان المنتج الفكري في اي مجتمع يجب الا يخرج عن المقبول والمعقول دينيا وقيميا واخلاقيا..و العوده هي الملاذ الوحيد فجعل المفكرين والمثقفين في صدارة المشهد واجلال العلم والعلماء هو العلاج السريع ليكون هناك فكر مصدر ومسيطر علي عقول باتت خاليه عفنه غير مباليه بما صدرته وفعلته بهذا المجتمع .
فالركض وراء شهواتها فقط هو الهدف والمغنم ..انا ومن بعدي الطوفان ..
ان مجتمع اصبح يدار بالإجماع الكاذب ويدار بالفهلوه والسبوبه والإصرار علي ذالك امام اعين ومسمع ولاة الأمر..
لن ينتج عنها إلى خلق فجوه اكبر بين العوام والنخب المثقفه صاحبة الكفاءه بل وسييتهزء بهم اكثر واكثر ليصبح عادل امام واشباهه أصحاب الدور الكبير في خلق حالة تشويه للمعلم وللعلم والعلماء بداية من مسرحية مدرسة المشاغبين بل وتسفيه دور الاب في العيال كبرت حتي وصل الي الفنكوش ليضع صورة العالم في إطار استهزاء واضح وصريح ويجعل الفلوس والاضمحلال الفكري طريق للنجاح وجعل مجتمع باكمله يلهث وراء الاسفاف ..
لا اقصد هنا
الاساءه لاحد بقدر ما ابريء ساحتي امام الله بكلمه ، اتحدث هنا عن العوده وليس فقدان الأمل أتحدث عن صحوه كبري اتحدث عن المقنع والطبيعي .. اتحدث عن جيل يضيع وينتهي عبر تلوث سمعي وبصري عبر مخدرات ودعاره فكريه وجسديه وغلاء وفقدان امل وطموح في تعليمه ..
اتحدث بغية ان يكون مقالي هذا لبنه في بناء جديد نحجب به هذا الإجماع الكاذب في زمن أصبح ليس لديه رفاهية السكوت ..فهل من مجيب يا ساده

ايهاب وهبي الإجماع الكاذب الجارديان المصرية