الجمعة 5 ديسمبر 2025 02:00 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

هند منصور تكتب : نساء بلا مأوى

الكاتبة الكبيرة هند منصور
الكاتبة الكبيرة هند منصور

من واقع الحياة، شهدتُ وتعجبتُ من قسوة القلوب وموت الضمائر، وتساءلت فى قلبى: أين ذهب الحب، وكيف هانت العشرة؟!

هل ماتت معاني الشهامة والرجولة في زمن تلاشت فيه النخوة؟
تساؤلات كثيرة طرقت باب عقلى وتأثر بها قلبى، عندما وجدت أمامى نماذج كثيرة لنساء بلا مأوى، حين يصدر قرار من رجل بلا نخوة، يسرع فى هجرهن وتركهن بين طرقات الحياة، بعد عمر طويل ضاع فى التضحيات بلا مقابل داخل بيوتهن، مع أزواج لا يعرفون معنى الحب و الإرتباط الذي قدسه الله.

رجال تجاهلوا العهود الذى قطعوها أمام الله والناس،
فقد تعهدوا بالحب، والرعاية، والحماية، والمودة، والرحمة. ولكن مع مرور الوقت تناسوا دورهم الحقيقى، الذي كلفهم الله به تجاه نسائهم.
أصبحت الحياة باهتة، بلا معنى، تفتقر لملامح واضحة لدور كلٍ منهما. أصبح الكثير من الرجال يسلبون نساءهم، وأصبحت الزوجات هن العائل للأسرة، هن من يبحثن عن القوت اليومى ويتحدين الصعاب من أجل حياة كريمة، يضحين بحياتهن لرعاية الأولاد وضمان مستقبل أفضل لهم قدر المستطاع.
ومع مرور الزمن وكثرة الضغوط، وتحول الحياة إلى مهام شاقة بلا شفقة ولا رحمة، يبحث رب البيت عن رفاهية الحياة دون التفكير في شريك الرحلة وثمر الحياة: الأولاد.
ينسى نعمة الله، التي كلفه بالحفاظ عليها، ويركض وراء شهواته ونزواته بلا عقل أو قلب، متجاهلًا كل غالى تحت قدميه: زوجته وأولاده وذكريات العشرة.
رحلة طويلة تحمل في طياتها الكثير من الأحداث المفرحة والمؤلمة أيضًا.
يتركها تعيش فى العراء، تحرقها الشمس ويقرصها السقيع، ويميتها الحاجة للحب والاحتواء والسند. يتركها طمعا لأرباب الطرق بلا مأوى، تاركًا قطعة منه تموت جوعًا!
تبحث عن لقمة العيش، وعن حضن يلم شتاتها، وللأسف الشديد، شاهدت حالات كثيرة يقوم فيها الرجل بطرد زوجته من البيت، وهي لا تملك عملًا، وليس لديها مكان تختبئ فيه ويسترها بعد يوم شاق. يغدر بها بعد أن سلب صحتها وشبابها وطاقتها ووقتها، ويتركها لرب كريم، هو نفس الإله الذي كلفه برعايتها، بينما كان هو سوء الاختيار.
هل هذا ما تستحقه النساء ؟!

هند منصور نساء بلا مأوى الجارديان المصرية