الجمعة 5 ديسمبر 2025 04:25 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

زكريا سليمان يكتب : من اخلاق رسولنا الرقى والتحضر...

الكاتب الكبير زكريا سليمان
الكاتب الكبير زكريا سليمان

ما أروع أن يكون الإنسان راقيا ، ومتحضرا .. في سلوكه ، وأخلاقه ، وتعاملاته مع غيره من الناس ! وما اجمل أن يهتم الإنسان بجوهره كما يهتم بمظهره ! وأعنى بالإنسان الراقي المتحضر أيّا ما كان دينه ، أو عرقه ، أو لونه ، أو نوعه .
فإذا تميز الناس بذلك ، فلن تجد بينهم الأحقاد ، ولا الأضغان ، ولا الكراهية ، ولا النزاعات ، ولا الحروب بين الأفراد ، ولا المجتمعات ، ولا الدول ، وسيعيش
العالم كله في سلام وطمأنينة،
ولذلك لم يكن غريبا أن يمدح الخالق رسولنا الكريم ﷺ بالرقى والتحضر ، ولذلك قال عنه " وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيم" لأنه كرّس حياته كلها كي يكون العالم بأسره راقيا ، ومتحضرا في شتى ميادين الحياة ، وجميع مجالاته الفكرية ، والعقلية ،والتربوية ، والنفسية ، والاقتصادية ، والعلمية ، والثقافية ، والأسرية ... إلى غيرها من المجالات ، فقد كان رسولنا الكريم حريصا على ذلك ، بل يحب لهم الخير، والرقى ، والتحضر، وطمأنينة النفس ، والروح ، والعقل ، ويسعى بكل ما أتاه الله من جهد ، ووقت ، ويكره إليهم الشر ، والعنف ، والتعصب بكل أنواعه
، ويقدم كل ذلك على طبق من المحبة ، والود ، والرأفة ، والرحمة دون أن يحصل على أجر من أحد من الناس ! فيا لها من عظمة ! وما أروعه من رسول ! يقول الخالق عنه "لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيم"
ليت كل فرد منا ، وكل مجتمع ، وكل العالم أن يتسلّح بالرقى ، والتحضر أفضل من التسلّح بالتخلف ، والانحدار .

زكريا سليمان من اخلاق رسولنا الرقى والتحضر الجارديان المصرية