إنجاز تاريخي للسياحة السعودية: العُلا تحصد لقب ”أفضل مشروع ثقافي عالمي 2025”.. قفزة نوعية في تحقيق رؤية 2030.

حققت المملكة العربية السعودية إنجازاً تاريخياً جديداً على خارطة السياحة العالمية، بحصول محافظة العُلا على لقب "أفضل مشروع للسياحة الثقافية في العالم لعام 2025" ضمن جوائز السفر العالمية المرموقة (World Travel Awards). هذا التكريم الدولي الرفيع يعزز مكانة العُلا كوجهة رائدة، ويؤكد نجاح الاستراتيجية السعودية الطموحة في تحويل مناطقها التاريخية إلى مراكز جذب عالمية، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية 2030.

تُعد جوائز السفر العالمية، التي تأسست عام 1993، بمثابة المعيار الذهبي للتميز في قطاعات السفر والضيافة والسياحة. وحصدت العُلا اللقب العالمي بعد تفوقها في تصويت شارك فيه نخبة من الخبراء الدوليين، وكبار المسؤولين التنفيذيين، ووكلاء السفر، ما يعكس الاعتراف العالمي بالتجربة الثقافية المتكاملة التي تقدمها المحافظة، والتي تمزج بين عمق الإرث الإنساني وجمال الطبيعة الصحراوية الساحرة.

منصة عالمية للتراث والإبداع

تتفرّد العُلا بإرث يعود لأكثر من 200 ألف عام من الوجود البشري وسبعة آلاف عام من تعاقب الحضارات. وتمثل منطقة الحِجر، وهي أول موقع سعودي يُدرج على قائمة التراث العالمي لليونسكو، قلب هذه التجربة الثقافية. حيث تحتضن الحِجر مجموعة مذهلة من المدافن النبطية المحفوظة بدقة فائقة، والتي تروي فصولاً من حضارة ازدهرت في المنطقة قبل قرون.

لم يقتصر المشروع على الحفاظ على الآثار فحسب، بل قامت الهيئة الملكية لمحافظة العُلا على تحويلها إلى وجهة سياحية حديثة ومستدامة. هذه الجهود شملت تطوير بنية تحتية عالمية، وتقديم تجارب سياحية غامرة تُعيد إحياء التاريخ برؤية معاصرة ومبتكرة. ويتم هذا التطوير وفقاً لأعلى المعايير العالمية التي توازن بين التنمية والحفاظ البيئي والثقافي.

تأكيد على ريادة إقليمية وثلاثية ذهبية

لم يكن هذا الفوز العالمي هو الإنجاز الوحيد الذي حققته العُلا مؤخراً، فقد سبقه فوز بثلاث جوائز إقليمية في النسخة الشرق أوسطية من جوائز السفر العالمية 2025. وتضمنت هذه الجوائز: لقب "أفضل مشروع للسياحة الثقافية في الشرق الأوسط"، ولقب "أفضل وجهة للفعاليات والمهرجانات في الشرق الأوسط"، وأفضل مشروع سياحي ثقافي رائد في المملكة.

هذا التتويج الإقليمي والدولي المتتابع يؤكد نجاح استراتيجية المملكة في تنويع مصادر الدخل وتنمية قطاع السياحة كأحد الركائز الأساسية لرؤية 2030. وتعتبر العُلا الآن نموذجاً عالمياً لكيفية استثمار التراث التاريخي والثقافي لخلق قيمة اقتصادية وسياحية مستدامة.

وتجذب العُلا الزوار من خلال تقويمها المتنوع من الفعاليات الثقافية والمهرجانات والمعارض الفنية والموسيقية، ضمن برنامج "لحظات العُلا" الممتد على مدار العام، مما يضمن تدفقاً سياحياً مستمراً ويساهم في تعزيز التبادل الثقافي بين المملكة والعالم. إن فوز العُلا هو رسالة واضحة مفادها أن المملكة تسير بخطى ثابتة نحو ترسيخ مكانتها كمركز ثقافي وسياحي عالمي، يقدم تجارب لا تُنسى تجمع بين الأصالة والمعاصرة.