الجمعة 26 أبريل 2024 04:38 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات تحت الحزام

عرض قطرى مغرى لشرائى !

الجارديان المصرية

لم أكن أتصور أبدا أن يفكر القائمون على قناة "الجزيرة" فى محاولة استقطابى أو تجنيدى لحسابهم. لأسباب عديدة ومختلفة. 
لم أكن أتخيل ابدا أن يجرؤ أى من العاملين بهذه القناة على الاتصال بى لطرح فكرة السفر للدوحة والظهور على شاشة "الجزيرة" الإخبارية ولكنه حدث مؤخرا، ولم يقف الأمر عند حد المحاولة معى بل شملت المحاولات العديد من الشخصيات البارزة المؤيدة للرئيس عبد الفتاح السيسى.
البداية منذ فترة؛ فوجئت باتصال هاتفى من الزميل ياسر الساهر، المعد بقناة "الجزيرة" الإخبارية، طالبا منى إجراء مداخلة مع المذيع الفلسطينى جمال ريان بصفتى أحد أبرز داعمى السيسى، والغريب أننى لم أتردد لحظة واحدة، وكانت المداخلة "9 دقائق" أشبه بانفجار، وتفريغ شحنات الغضب التى تسيطر عليَّ إزاء هذه القناة. 
بدأ المذيع الفلسطينى، أحد أبرز الكارهين لمصر، المداخلة بسؤال استفزازى عن "انكماش شعبية السيسى"، فانفجرت فى وجهه: "كفاكم كذبا وتضليلا وتزويرا، لصالح من تزورون الحقيقة، عودوا إلى ضمائركم، عودوا إلى المهنية، لم يبق لكم شيئا تخسرونه فى مصر فأنتم بلا رصيد فى الشارع المصرى، لا أحد يحبكم، خسرتم كل شيء من أجل مناصرة جماعة إرهابية قرر الشعب الإطاحة بها"، هنا أنهى المذيع المداخلة.
وبعد دقائق عاود الزميل ياسر الساهر الاتصال بى، فبادرته قائلا: "بالتأكيد قرروا ترحيلك من قطر!"، فما كان منه إلا أن قال: "كنت هائلا ورفعت رأس المصريين هنا، ونحن نختلف عن "الجزيرة مباشر" ونسعى لتحقيق التوازن، وأتمنى أن نكرر المداخلة غدا أوبعد غد".
وبعد يومين، اتصل بى ناقلا تحيات الزميل عبد الفتاح فايد، رئيس مكتب "الجزيرة مباشر مصر" سابقا، وعارضا فكرة استضافتى فى الدوحة لأى مدة أحددها للظهور يوميا على شاشة "الجزيرة" الإخبارية، مؤكدا أننى سأكون حرا فيما أقول، ولن يتدخل أحد لتغيير قناعاتى السياسية بأى شكل من الأشكال، وبكل أدب قال : ربما يكون  المبلغ غير مشجع (ألف دولار يوميا)، ولكن سيكون لك تقدير خاص، بالإضافة إلى الإقامة فى فندق 5 نجوم، وطلب إرسال صورة جواز سفرى خلال ساعات للإعلان عن بدء ظهورى خلال أيام، فأخبرته بأن جواز سفرى منتهٍ وسأجدده.
وعندما عرضت الأمر على أولادى مازحا بأننى أفكر فى السفر، كان الرفض بالإجماع، وكذلك حذرنى أصدقاء مقربون من خطورة السقوط فى الكمين القطرى، خاصة أننى أصدرت مؤخرا كتاب "حارة الشيخة موزة"، يكشف المستور ويعرى جميع حكام هذه الدويلة الصغيرة. 
وبالفعل اتصل بى الزميل ياسر الساهر أكثر من مرة، لإقناعى بقبول العرض القطرى لصالح مصر إذا كنت حقا أريد أن أحدث توازنا فى توجهات القناة، وأصررت على الرفض، فقطر تتساوى عندى مع إسرائيل فى عدائها لمصر. 
واكتشفت بعد ذلك أن الجزيرة حاولت أيضا استقطاب وتجنيد عدد آخر من أنصار السيسى، وجميعهم بلا استثناء رفض مجرد التفكير فى العرض القطرى والسفر للدوحة أو الظهور على شاشة قناة "الجزيرة" سواء الإخبارية أو مباشر، فكلهم يبثون سمومهم ضد مصر..أنا مش للبيع ياموزة.
وحسبنا الله ونعم الوكيل