معتز محسن يكتب : الحنين الأسود

تتناثر المشاعر ما بين الضحك و البكاء، حتى نصل إلى المزج المنطقي بين اللحظتين بما يسمى بالكوميديا السوداء.

تأتي تلك المقدمة على غرار الإستفتاء الصادم من قبل ٣٦ ألف لبناني بضرورة عودة الحماية الفرنسية على لبنان وكأنه إحتفال بمئوية مؤتمر سان ريمو الذي أعلن عن الحماية الفرنسية على سوريا و لبنان.

أصبحنا الآن في مصطلح جديد كئيب فرض نفسه علينا و هو الحنين الأسود المنقسم بين الحنين للعثمانلية و الشيعة و الإستعمار.

لا يوجد تفسير منطقي تجاه تلك الأزمة سوى غياب الهوية العربية الصميمة الممهدة لتلك المفاتيح السوداء لإختراق المنطقة العربية.

الحل لتلك المعضلة العودة للتراث و الأصالة لنستعيد هويتنا المهدرة كما فعل الأوروبيون بإستعادة هوياتهم من بين صفحات الماضي لإنارة حاضرهم المظلم جراء الحملات الصليبية على الشرق بترجمة أعمال ارسطو و أفلاطون و ابقراط و سوفوكليس و جالينوس و شيشرون.

أيضا قامت الصين بإنارة حاضرها المعتم بترجمة تراثهم العتيق، الذي أبعدوه ليحتل الظلام عيونهم تحت غطاء شيوعية ماوتسي تونج ليعود الإعتذار للأجداد الأوائل في الثمانينات، وذلك بطرح أعمال المؤرخ سيما قيانا و الفيلسوف كنفوشيوس و المخترع تسي آي لون و الحكيم لاوتسي على الساحة مرة أخرى.

بفضل الأقدمين إستعادة الأمم حاضرها من مشكاة الماضي، و لذلك لابد و أن نعيد لعيوننا مشكاة الماضي كي لا نخسر الحاضر و المستقبل معا.

لنجعل تلك الدعوة حنينا أبيضا لطمس الحنين الأسود المحلق في أفق اللحظة الراهنة حتى لا نجد أشباح الإستعمار القديم يعود في زيه المعاصر عبر حروب الجيل الخامس.