الثلاثاء 23 أبريل 2024 03:00 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

خارج الحدود

ماهو موقف تونس من الأزمة الليبية ومن عبد الحميد الدبيبة؟

عبدالحميد الدبيبة
عبدالحميد الدبيبة

تتداخل علاقات تونس وليبيا بحكم موقع كل من الدولتين المجاور لبعضهما البعض، وتتخذ هذه العلاقات ابعادًا اقتصادية وسياسية واجتماعية مختلفة، وبالرغم من حساسية موقف تونس من الأزمة الليبية، إلا أنها تتفاعل إيجابيًا مع هذا الملف بالتزامها "الحياد"، ولكن لرئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبد الحميد الدبيبة، رأيٌ آخر، فهو يسعى لكسب تأييد تونس واستثمار الزيارات المتتالية لدعم موقف حكومته في طرابلس.
حيث رأى استاذ العلاقات الدولية في الجامعة التونسية منتصر الشريف، أنه يتحتم على تونس التفاعل بشكل ايجابي في الأزمة الليبية، وبأنه يجب عليها أن تقف على المسافة نفسها من طرفي الحكم في ليبيا من أجل أن تضطلع بدور فعال في الأزمة الراهنة.
ويضيف أن "تونس في الوقت الراهن شبه غائبة عن الملف الليبي لانشغالها بوضعها الداخلي"، لافتاً إلى أنه "قبل 25 يوليو (تموز) 2021 كان موقف تونس واضحاً رافضاً لحكومة الشرق وخليفة حفتر، لأسباب أيديولوجية زمن حكم حركة النهضة المساندة لمن يمثل الإسلام السياسي في الحكم في ليبيا".
وحذر الشريف من "وقوع تونس في الخطأ نفسه، من خلال تقربها من الدبيبة على حساب باشاغا، وهو ما ينزع عنها أي إمكانية لتقديم مبادرة لحل الأزمة في ليبيا، لأنها ستبدو منحازة إلى طرف على حساب الآخر".
ويعتقد أن "مفتاح الأزمة الليبية يكمن في إجراء انتخابات تفرز سلطة شرعية، إضافة إلى توحيد الجيش الليبي ووضع حد لانتشار السلاح في البلاد".
ويخلص الشريف إلى أن "الدبلوماسية التونسية في أسوأ حالاتها، إذ فرّطت تونس في فترة عضويتها في مجلس الأمن الدولي باقتراح مبادرات سياسية لمعالجة عدد من القضايا الدولية أو الإقليمية".
ومن جانبه أكد المحلل السياسي محمد الباروني بأن "عبد الحميد الدبيبة يتقرب من دول الخارج لدعم صفوفه، وتونس الآن في موضع المحايد والدولة التي تستطيع اطلاق حوار ليبي- ليبي لحل الأزمة، وبالتالي فهو يحاول أن يعرقل هذه المبادرة وزيادة امد الأزمة في البلاد".
بينما على صعيد آخر، رأى الدبلوماسي السابق عبدالله العبيدي أن "تعقيدات الوضع الداخلي الليبي أربكت الدبلوماسية التونسية التي تكون تارة مع حكومة عبد الحميد الدبيبة وتارة مع حكومة فتحي باشاغا". ويقول في هذا السياق "لم تعد لنا بوصلة واضحة، بينما تونس منشغلة بالملفات الاقتصادية والمالية والاجتماعية على حساب السياسة الخارجية".
وتجدر الإشارة إلى أن رئيس الجمهورية التونسية قيس سعيد أكد في مناسبات عدة أن حل الأزمة الليبية "لن يكون إلا من داخل ليبيا وحدها".
وجاء في بيان صادر عن وزارة الخارجية التونسية أن وزير الخارجية عثمان الجرندي أبدى استعداد تونس لتقديم التسهيلات لاحتضان حوارات بين الليبيين، داعياً إلى ضرورة "مساعدة الأشقاء في ليبيا" على البناء على القواسم المشتركة التي تجمعهم للوصول إلى تسوية سياسية للأزمة تعيد لليبيا استقرارها وتحول دون تفاقم الأوضاع في المنطقة".
ويُذكر أن رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية، الدبيبة، وصل إلى تونس في 30 نوفمبر على رأس وفد بدعوة من رئيس الجمهورية، وتستمر الزيارة يومين.