الكاتب الكبير حسن سعد حسن يكتب : الإنسان فى الميزان

القيمة الحقيقية للشخص تكمن فى عدة أمور بها تكون قيمته وقدره، ومقداره ،وبها يكون مثقاله بين أفراد المجتمع
،ومنها على سبيل المثال ما يحسن فعله ،ومدى إفادته هو شخصياً ،ومن حوله فإن أحسن ما انتفع به ،و نفع غيره واستفاد منه ،وأفاد غيره أعلى من قيمته ،وقيمة من ينتسبون إليه فكان غرسا طيباً أفرع، وأثمر أطيب الثمر ،وأفاد من حوله.
إن طريقة تعامل الإنسان مع المحيطين به من الأمور التى يوزن بها الإنسان فإما ثقل وزنه ،أو خف ،وعلت قيمته ،أو قلت فإن كان تعامله قائماً على
الإخلاص فأخلص العطاء ، وانكر الذات وأثر الإيثار
و مبنياً على الحب فأحب نفسه ،ومن حوله ، وعشق الخير وانكر الشر على نفسه، وغيره
والوفاء فكان وفيا فيما عاهد ،وتعاهد
إن من الأمور التى تعطى الإنسان قيمته بين الناس طريقة الخلاف ،والاختلاف، والهجر ،والصد ،والعتاب ،واللوم واسترداد الحقوق فلايعرف خلق الإنسان إلا فى الخلاف والاختلاف ،وغيره مما ذكر فإن أحسن عرض مخالفته للرأى مع غيره ،واستحسان العبارات ،والألفاظ، وطريقة عرض ما جاش فى صدره من حزن، وغضب زادت نظرة المختلفين معه إعجاباً، وتقديراً رغم اختلافهم معه.
ومما يعلى من قيمة الإنسان أمام نفسه تمسكه بمبادئه التى يؤمن بها ويعتقد بها ساعياً للأفضل والأصوب والأجمل
إن قدر الإنسان ،وقيمته ليست فيما ملك، وامتلك من مال ،وغيره ،ولكن فيما حوى عقله من فكر، وعلم، وفنون ،وفيما ضم قلبه من تفانى، وإخلاص ،وحب ،ومودة ،وإنكارا للذات ،وتواضعا ،وفيما تجلى من نبل فى التعامل، وفيما ارتسم على وجهه من بسمات فكان سمحا فى وده، وهجرانه ،وخلافه ،واختلافه
أحسنوا تهذيب أنفسكم ،وأوولادكم تفتح لكم القلوب.