السبت 27 يوليو 2024 04:12 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

دكتورة مارى جرجس رمزى تكتب : (الضلال المُهلك)

دكتورة مارى جرجس رمزى
دكتورة مارى جرجس رمزى

مشكلة عويصة يقابلها المخطئ في طريق حياته وكلنا كبشر بالطبع خطاءون….
تجربة غير هينة وتحدٍ مُربك يقتضي التعامل السوي معه تربية سليمة وقوة نفسية كبيرة

يقع الانسان في خطأ ما ولسوء حظه رفع الله عنه رداء الستر وبات خطأه علنًا علي المشاع أمام الجموع بلا أدني ريب أو شك…
فيبدأ المخطئ في محاولات مستميتة ليخرج نفسه من هذه الورطة الذي أقحم نفسه فيها بإرادته الحرة في غفلة من نفسه الأمارة بالسوء فيختار طريقًا من اثنين لا ثالث لهما

إما أن يتضع ويعترف بأن الخطأ خطأه بالفعل ولا شأن لأحد آخر فيه بكلمات مقتضبة دون الخوض في تفاصيل غير مطلوب منه الخوض فيها ولا تخص أحدًا ويقدم توبة نصوحة صادقة صادرة من قلب نادم بينه وبين الله بعيدًا عن زخم وزحام الناس والضوضاء

أو يختار الطريق الآخر وينطلق كالقذيفة الفاسدة تطلق نفاياتها العطنة في وجه كل من يقابله و يخالفه الرأي برقي وموضوعية وأدب وعقلانية

وبعد أن يخرج ما في أحشائه من مخلفات قذرة تعكس جوهره وسليقته السيئة ونشأته الوضيعة التي طالما حاول التجمل ليخفيها وراء أقنعة الأدب والرقي وربما التدين المصطنع …
ويتوهم المسكين أنه قد تمكن من إسكات من حوله وأقحمهم بقوة كلماته وحجته وفلسفته الهشة فيعتقد واهمًا أنه قد انتصر
والحقيقة المُرة أنه خسر للمرة الثانية المرة الأولي كانت حين جادل في مسؤوليته الكاملة عن خطئه وحاول محاولات خبيثة ملتوية وفاشلة في إلصاق خطئه بأبرياء لتحسينصورته المشوهة
والمرة الثانية حينما أخرج ما في جوفه من أمراض نفسية وسوء تربية حينما اطلق قاذورات نفسه في وجه الجميع ظنًا منه أنه قد أفحمهم والحقيقة أن الجميع قد ارتفع بنفسه عن الانحدار الي هذا المستوي المتدني من الاخلاق والنفسية المريضة وعدم المنطق والموضوعية في تداول حقائق فرضت ان تكون موضع قضايا عامة
وهنا يكسب الشيطان جولته ويكتمل مدار دورته المظلمة في حياة هذا الشخص الذي القاه في هاوية مظلمة وأوهمه أنه علي صواب ليستلمه الله من جديد في تجربة جديدة أصعب واقصي ليعلمه أنه لا خفي إلا ويستعلن وأن المخطئ الذي يحاول إلصاق خطأه بأبرياء حتما ستعاد أحزانه مرارًا وتكرارًا حتي يتوب أو يموت علي ضلاله ذلك (الضلال المهلك)