د.كمال يونس يكتب : أوبرا الشهامة الريفية..والعلامة الكاملة

قدمت دار الأوبرا المصرية أوبرا الشهامة الريفية من إخراج مخرج الأوبرا الأول في الشرق الأوسط والأستاذ بأكاديمة الفنون د.عبد الله سعد وقيادة أوركسترا القاهرة السيمفوني المايسترو الرائع نادر عباسي.
تدريب كورال مينا حنا،تصميم إضاءة ياسر شعلان،تصميم ديكور وجرافنيك محمد عبد الرازق.
شارك في التمثيل سانتوتسا ( جيهان فايد ..جولي فيظي)، توريدو ( رجاء الدين..مصطفى مدحت)، ألفيو ( مصطفى محمد ، تامر توفيق)، لوتشيا ( والدة توريدو)أمينة خيرت ، ليلى إبراهيم)، لولا ( زوجة ألأفيو ) نورستا المرغني..أمينة خيرت).

تأليف بيترو ماسكاني(1863ـ1945 )
مؤلف أوبرا ، وقائد أوركسترا، واحد من أهم مؤلفي اتجاه الواقعية في الأوبرا ( الفريسيمو)في القرن التاسع عشر، وقد حققت له أوبرا الشهامة الريقية ( كافاليريا روستيكانا ) الثراء والشهرة في يوم وليلة ، وهو مالم تحققه له أيا من أوبراه التالية خلال حياته.

تدور أحداثها في القرن التاسع عشر في إحدى قرى صقلية بإيطاليا ، في فجر عيد الفصح يغني توريدو لمحبوبته السابقة لولا زوجة ألفيو بائع النبيذ وإعراضه عن سانتوتسا التي تعشقه بجنون ، وتشتكي لأمه لوتشيا صاحبة الحانة إهماله لها وعدم مبالاته بحبها له ، على الرغم من أنها سلمت نفسها له، ولم توضح لأمه سبب إعراضه عنها ، ويدخل ألفية يتباهى بحب وإخلاص زوجته الجميلة .
يتجمع سكان القرية في الميدان استعدادا لصلاة عيد الفصح في الكنيسة ، ولكن سانتوتسا تظل خارج الكنيسة كي تخبر أمه لوتشيا بأن توريدو يوطد علاقته الغرامية مع لولا، تنصرف الأم وتواجه سانتوتسا توريدو بخيانته لها ، وتمر لولا ويتبعها توريدو إلى داخل الكنيسة ، مما يؤجج غضبها وتصب لعناتها على توريدو ولولا ، وبدافع الحقد والغيرة تخبر زوجها ألفيو ، ومالبثت إلا أن شعرت بالندم الشديد ، ولكن بعد فوات الأوان ، إذ توجه الجميع بعد انتهاء الصلاة لاحتساء النبيذ، ويتعمد ألفيو إهانة توريدوفيقبل التحدى للمبارزة بالأسلحة البيضاء ، يتوسل توريدو لأمه أن ترعى سانتوتسا كابنة لها إذا قتل ، وبينما سانتوتسا والأم لوتشيا ينتظران عودة توريدو إذا بصوت إمراة صارخة تعلن مقتل توريدو .
تيمة أوبرا الشهامة الريفية والتي تنتمي لمدرسة الواقعية هي:
حبيبة أعطت حبيبها المنكر لها بلا حدود، وفضل عليها زوجة خائنة لزوج يظنها أشرف النساء، مما يدفعها بدافع الغيرة والحقد أن تخبر الزوج بحقيقة زوجته ، لينتهى الأمر بمقتل الحبيب على يد الزوج بعد أن أوصى أمه أن تعاملها كابنتها بدافع تأنيب الضمير ، وندم الحبيبة لوشايتها به بعد فوات الأوان. خلطة واقعية من حب بجنون وغيرة عمياء ، محبوب يتنكر لحبيبته ، وعاشق لزوجة خائنة ، وزوج مخدوع ، انتقام ووشاية تأنيب ضمير ، ندم ، وحسرة .
أوبرا من فصل واحد ، الديكور جسد القرية من خلال خمس مستويات للرؤية من الأمام للخلف ،وقمة الجمال تلك الستارة الشفافة في افتتاح المسرحية والتي مع الإضاءة الخافتة عبرت خير تعبير عن وقت الفجر ، وفي الخلفية حركة السماء والسحب أثناء العرض ، تناغمت الإضاءة والديكور والأداء، الغناء والموسيقى ، والأزياء ،وانضباط وإدارة حركة الكورال المشارك في العرض بدقة رائعة .