السبت 27 يوليو 2024 04:11 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

الكاتب الكبير طارق محمد حسين يكتب :الموت جوعا في غزة

الكاتب الكبير طارق محمد حسين
الكاتب الكبير طارق محمد حسين

يبدو أن توصيات أو اوامر محكمة العدل الدولية في الدعوي التي رفعتها دولة جنوب افريقيا المحترمة ضد الكيان الصهيوني، قد أثارت غضب أصدقاء الكيان المحتل رغم أنها لم تأمر بوقف العدوان كما كنا نأمل ، هذه الأوامر لم تأتي علي هوي امريكا وبعض الدول الاوربية الراعية والداعمة للمعتدي ، فقد سارعوا إلى إعلان إيقاف التمويل المقدم لمنظمة (الأونروا ) وهي منظمة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة ، هذا التصرف جاء بحجة أن بعض العاملين بمنظمة الأونروا قد شاركوا فى هجوم ٧أكتوبر علي إسرائيل !!، ولهذا يوقف الدعم للمنظمة في وقت يتحدث العالم الحر عن نقص شديد وشح في المساعدات التي تصل الي القطاع يوميا ، مما يعني قتل بطئ بالجوع لأكثر من مليونين من البشر علي مرئ ومسمع من عالم يصدع رؤوسنا بحقوق الانسان ، فلم يكفي القصف العشوائي المتعمد واستخدام القوة الغاشمة، ولم يكفي تشريد الشعب الفلسطيني الغزاوي في الخيام والشوارع في ظل ظروف مناخية صعبة، ولم يكفي انتشار الأمراض لعدم وجود العلاج وبعد تدمير المستشفيات والمؤسسات العلاجية ، العجيب أن الزعم بمشاركة بعض أفراد منظمة إغاثية لا يملكون السلاح وبالطبع غير مؤهلين لعمل عسكري ، هي بالتأكيد من الاكاذيب والاتهامات التي تطلقها الحناجر الإسرائيلية ضد كافة المنظمات الاممية التي تقدم يد العون للفلسطينيين ، فلم تسلم منظمة الصحة العالمية ايضا من الاتهام بالتعاون مع المقاومة ، الغريب والمريب أن هذا الأمر إن كان قد حدث بالفعل لم يكتشف إلا بعد ١١٠ يوم وفي هذا التوقيت بالذات ، هل هو سوء نوايا مقصود من هذه الدول لعرقلة دخول المزيد من الاحتياجات الإنسانية بعد أوامر المحكمة الدولية بذلك ، فإذا كانت المساعدات المقدمة حالياغير كافية بالمرة وشبح المجاعة الجماعية يخيم علي سكان قطاع غزة ، فكيف بعد أن تتوقف أو تنحسر المساعدات المقدمة من الأونروا ، فهل لدى دولنا العربية والإسلامية النخوة والمروءة في ان تقوم هي بدعم المنظمة ماديا لتغطية العجز المتوقع؟ ، ولاستمرار تقديم المساعدات بكميات كافية ، إن عجز العالم عن إيقاف تلك المهزلة الانسانية وجرائم الحرب ضد الإنسانية ليس سوي وصمة عار على جبين المجتمع الدولي ومنظماته والأمة العربية والإسلامية خاصة .