دكتور كمال يونس يكتب : طار فوق عش مثقفي الغبرة


شخصيات متحفية من مدعي الثقافة والأدب التي ضاقت بضجيجها مقاهي وسط البلد ، ضمتهم ندوة موسعة في مبنى ذلك الكيان الغابر لمناقشة رواية لأحد منسبيه ، فرغ الناقد من عرض دراسته ، وتقويمه، لينتفض مؤلف الراوية في عصبية مزمجرا ، متهما الناقد بعدم التماهي مع نص الرواية ، لحقده الثقافي ،غله الأدبي،جهله بالماورائيات ، الميتافيزيقيات، ديماجوجيته، معاناته من الشوفينية الإبداعية ، بمزجه اللامنطقي بالمنطقي وماوراء المنطقي لعدم استيعابه لنظريات التفكيكية ،البنيوية ، التربيعية ، التكعيبية ، في ظل جمود فكري، معاد للحداثة، مع عدم إلمامه بالسيميوتكس،والاستطاطيقا ،والهرمنيوطيقيا ، لايفقه الديالكتيك المادي أو التاريخي، انقسم الجمع مابين مؤيد ،معارض ،متفرج سلبي، اختلط الحابل بالنابل ،تعالت الأصوات كأنهم في سوق الجمعة ،
إذا برئيسة الندوة تنفجر غاضبة ، نهرتهم ، صاحت متساءلة مستنكرة كيف تجمع في هذا المكان هؤلاء الفوضويون،مدنسين حرمته ،غير مراعين لجلاله، كرسي طائر يصيبها في رأسها لتقع مغشيا عليها ،وسط تبادل أهل الغبرة الاتهامات بالتخلف والرجعية والهمجية.