السبت 27 يوليو 2024 04:12 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

الكاتب الكبير طارق محمد حسين يكتب : لماذا نخسر رمضان!!

الكاتب الكبير طارق محمد حسين
الكاتب الكبير طارق محمد حسين

نظرت إلى حالي والكثير من الناس وتساءلت لماذا نخسر بركات رمضان؟ ، لماذا نفرط في هذا الكنز العظيم وهذه الجوائز الربانية الكبيرة ، كثير من الناس يضيعون ليالي رمضان في السهر معظم ساعات الليل ، بلا عمل مفيد أو عبادة ، ولا ينامون إلا بعد الفجر ويضيعون ساعات النهار في النوم بلا عمل ، فلا يستيقظون إلا قبل المغرب بقليل فأي صيام هذا ؟ ، ان الصيام عبادة جهاد للنفس والتقرب الي الله بالعمل الصالح ، وليس بقضاء ساعات الصيام في النوم ، وساعات الافطار في اللهو وبما لا يفيد الفرد أو المجتمع، إذا كان السهر في قيام الليل فهو عبادة نافلة وسنة الحبيب المصطفى ، ولكن أغلبنا يسهر لمشاهدة القنوات الفضائية ، او علي الشبكة العنكبوتية ( الانترنت)، وحتي جلسات الحديث والسمر التي لا تخلو من غيبة او نميمة ، أما النوم الطويل في نهار رمضان فإنه يثقل البدن ويورث الكسل ، وهو ضياع لجهاد الصوم وثوابه العظيم ، ففي رمضان جهادان ( جهاد الليل ) وهو القيام لجزء من الليل للذكر والعبادة ، و( جهاد النهار ) وهو جهاد الصبر علي الصوم ومشاقه بالعمل المعتاد ، ومن عجائب هذا الشهر الكريم ان كثير من الناس يخرجون من رمضان وقد زادت اوزانهم عما كانت قبل رمضان ، والسبب هو كثرة تناول الطعام والشراب بصورة مبالغة ، حيث تشير الإحصاءات إلى ان استهلاك الطعام فى رمضان يزيد بنسبة لا تقل عن ٤٠% عن باقي شهور السنة ،وهذا مؤشر خطير عن تحكم العادات والتقاليد وغياب المفاهيم الشرعية الصحيحة لكثير من العبادات ، إن الإسراف في الطعام والشراب يثقل الإنسان عن الطاعات والعبادات ، ففي الحديث الشريف " ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطن ، بحسب أبن آدم لقيمات يقمن صلبه ، فإن كان لابد فاعلا فثلث لطعامه ، وثلث لشرابه ، وثلث لنفسه " ، ومن أسباب ضياع رمضان الغفلة عن محاسبة النفس وإحسان الظن بها ، فمحاسبة النفس تبصر الإنسان بعيوبه، وتنبهه للأخطار التي تهدده أو تنتظره ، ومن أسباب ضياع رمضان (الصحبة السيئة ) ، فكم من أناس ضاعوا وانتكسوا بسبب فساد الصحبة ، فهي مجلبة للنقم ، قاطعة لصلة الرحم ، موقعة في البلاء ، وكم ضل شباب بعد هدي بسوء الصحبة ، فصاحب الصالح ان شاورته أشار عليك بالسداد ، وإن طلبت معينا علي الخير أعانك ، وإذا احتجت اليه سارع إليك بالمعروف ، ومن أسباب ضياع ثواب رمضان التسويف في التوبة وتأخير الاستقامة ، فمنا من يقول غدا سأتوب ، العام القادم سأجتهد في رمضان اكثر ، ولا يدري المسكين أن المنية قد حانت وهو لا يدري ، فطول الامل دليل علي جهل العبد وتبعده عن التوبة، إن اتباع الهوي والشهوات سبب كل فساد وضياع الحقوق ، ويورث الضلال والانحراف والفساد فصاحب الهوي لا صبر له على الطاعات ، فلا تضيع رمضان فلا تدري نفس ماذا تكسب غدا ولنقدر رمضان حق قدره ، ولا ننسي الفقراء والمحتاجين فرسولنا الكريم كان اجود ما يكون في رمضان ، فلعل الله يتقبل منا صالح الأعمال .