د.كمال يونس يكتب : بنشتري راجل

أخيرا انشرح قلب الأم والأب ،لقد أتى عريس ليخطب ابنتهما التي تخطت التسعة والعشرين عاما، عشية لقائهما مع العريس لم يناما ،ظلا طوال الليل يتناقشان ،يضعان حدودا ومعايير لينفذها العريس،طبعا شاركت العروس بلمساتها، قرروا أن تكون شقة الزوجية تمليكا في منطقة راقية ، تتضمن قائمة الزوجية كافة المنقولات التي يأتي بها العريس ويأتون بها،الذهب مواصفاته ،عدد جراماته،غرفة نوم للأطفال ، الأثاث كلاسيك من دمياط ،كافة الأجهزة الكهربائية وأجهزة التكييف لكل حجرة من ماركات بعينها ،أما العروس اشترطت حفل خطوبة والزفاف بأرقى القاعات ،المأذون يجب أن يرتدي الزي الأزهري، محددة منظم حفلات بعينه ،جلسات التصوير الفوتوغرافي والفيديو ،والميك أب أرتيست على نفقة العريس هي وزميلاتها وصبفات في حفل الزفاف وكذا ملابسهن الموحدة،أما شهر العسل في تركيا وممكن الساحل .
أتى العريس ومعه أمه وأبوه لقراءة الفاتحة ،إلا أن الأب بعد غمزة من زوجته له،وبعد الترحيب ،واحنا بنشتري راحل ،والخفيفة عليك والتقيلة علينا،في جو من الود ،وإذا به تنتفخ أوداجه ،ثم يغلف كلامه بخنفة وابتسامة صفراء، ولأنه حافظ تماما ألقى عليهم بما اتفقوا عليه،وجته ،العروسة،أنصت العريس ووالده ووالدته، ثم قاموا من مجلسهم متمنين لها الخير ،وفرصة سعيدة ،ابنتكم تستاهل كل خير ،لكن لايكلف الله نفسا إلا وسعها،ختمها العريس بقوله راجل إيه اللي بتشتريه، تقيلة إيه ،خفيفة إيه، قايمة وينكتب فيها الدهب،وكل العك اللي قلته ،ياعالم يسروا ولاتعسروا ،بطلوا كدب،نسيتوا إن الزوج أو الزوجة لو كرهوا مفيش لا قائمة ولاقاعدة هتربطهم ،فين المودة ،فين الرحمة،خلي بنتك عندك لحد مايجيلها عدلها ، وبالشكل ده عايزالها واحد من عينة ساويرس ولاهشام طلعت ولا أحمد عز ولا أبوهشيمة،نسيتوا إن الرسول صلى الله عليه وسلم قال لسيدنا علي التمس ولو خاتما من حديد ،لستنا فاطمة الزهراء،أنتو مسلمين بالاسم ،خليها جنبك لحد ماتخلل،سلام ياللي بتشتري راجل.