السبت 21 سبتمبر 2024 03:56 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

خالد درة يكتب : بالعقل أقول…( التخطيط الاستراتيجي لبداية انهيار الدولة )

الكاتب الكبير خالد درة
الكاتب الكبير خالد درة

نشهد في كل عام احصائيات سنوية عن مؤشر النمو الاقتصادي للدول حتى وجدنا من وضع أسس وإستراتيجيات لمؤشرات السعادة حتى ان دولة الامارات العربية المتحدة أسست وزارة للسعادة ..

هذا ليس شيء عجيب فعندما تصل الدول الى مرحلة الكمال والرفاهية ستجدونهم يروّضون الحيوانات الشرسة وتصبح أليفة ( كالقطة ) ويصطحبونها في سياراتهم بل تجلس معهم على موائد طعامهم ..

كل ذلك الترف جاء من مخططات أستراتيجية مدروسة من بناء مؤسسات وطنية قائمة على اسس وقواعد اقتصادية واجتماعية وثقافية وسياسية راسخة دون إهمال أو تقصير أو تخازل وظلم لمستحقين الحقوق مهام الحياة المختلفة ..

فالتقصير في العمل ظلم والتقصير في أداء المهام والمسؤوليات الموكلة على عاتق الجهات الرسمية ظلم وتأخير المعاملات الادارية ظلم ..
و لإبن خلدون مقولة شهيرة يقول ( الظلم مؤذن بخراب العمران ) فالرشوة إذا أصبحت سائدة لأخذ حق هو في الحقيقة لك ( ظلم ) ، وأعمال البناء والاصلاحات في الطرق والبنية التحتية المتاخرة لسنوات كثيرة تقيد السيارات في حركتها ظلم ، وكثرة الضرائب والمصروفات الادارية ورفع سعر الطاقة والمياه عن حدها ظلم ، وان ترى انسان يفترش الطرقات للنوم لانه لا يجد من يحنوا عليه ظلم ، بل وترك الانسان يهلك بتعاطي الكحوليات والمخدرات ظلم ، والمسؤول الذي يتولى مسؤولية الناس وهو يجلس داخل مكتبه ولا يتجول بينهم في الشوارع والطرقات ليعرف اخبارهم منهم ظلم ..

ان مؤشرات الانهيار للدول مهما كانت محكمة من الأجهزة الأمنية والشرطية دون أرضية راسخة بشعور من الأمان والاهتمام ورعاية مصالح المواطنين والمقيمين في هذة الدولة لهي قشرة من رمال متحركة على بحر هائج من الغضب الذي يؤدي إلى بركان يحرق ويدمر دون رحمة ..

وعلى سبيل المثال شهدت فرنسا في الاحداث الاخيرة لمقتل الشاب نائل ثورة غضب احرقت ودمرت مباني ومؤسسات مختلفة وسيارات الشرطة ولم يسلم حتى منها الشجر ، أليس هذا بناءًا على تراكمات لسنوات عديدة من الإهمال المتنوع والمختلف اجتماعيا وثقافيا واقتصاديا لهولاء؟..
و لاننسى طوفان الربيع العربي الذى أكل الأخضر واليابس بداية بدولة تونس و مفجرها بو عزيز ، و فى مصر و مفجرها خالد سعيد .. ما كان كل هذا إلا نتيجة كبْت و غضب و تراكمات من عدم الرضا و الظلم والإهانة والمهانة من كل نواحى الحياة لا سيما وعود و أكاذيب الحكام وتفحشهم فى ظلم الشعب خاصة ظلم وظلمات إرتفاع الأسعار التى يجد الحاكم من خلالهاوسيلة لإذلال المواطن الضعيف الذى لا يقوى على مواجهة هذا الظلم و هذا الإفتراء دون رحمة أو هوادة ، غير مكترثين إلى أن الظلم نهايته سوداء مثلهم مثل سابقيهم من الحكام و ليس الأمس ببعيد ، ليتهم يعقلون ..

فمازالت هناك دائما فرص متاحة لاعادة ترتيب الاوضاع واصلاح الاخطاء لكن تحتاج الى صاحب رؤية واضحة وقائد عظيم وفريق من العمل المخلص والمحب للبناء والعمل من أجل مستقبل افضل للانسانية .