الجمعة 3 مايو 2024 09:18 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

الكاتب الصحفي جمال قرين يكتب : قطع الكهربا إهانة للشعب..واستمرار للفشل

الكاتب الصحفي جمال قرين
الكاتب الصحفي جمال قرين

*ثمة تساؤلات حائرة تدور فى أذهان المواطنين الٱن، منها لماذا الإصرار على استمرار انقطاع التيار الكهربائى، رغم الانتعاش الاقتصادى الذى قالوا عنه، خاصة بعد عقد صفقة رأس الحكمة بين مصر والإمارات، وضخ أكثر من 25مليار دولار فى خزينة الدولة، وكذلك منحة الشراكة بين مصر
والاتحاد الأوروبى، والتى تزيد على 9مليارات دولار، وموافقة صندوق النقد الدولى على منح مصر 3مليار دولار قابلة للزيادة؟!

*ومن التساؤلات التى تدور فى عقل كل مصرى أيضا، لماذا قامت الدولة إذن بإنشاء كل محطات الكهرباء العملاقة بطول مصر وعرضها، إذا لم تستطع توفير الطاقة للمصريين؟!، مش كنا ندرس الأول قبل أن نفكر فى عملية بناء هذه المحطات الكبيرة، والتى كلفت خزينة الدولة المصرية، مليارات الدولارات كيفية تشغيلها، وماستحتاجه من وقود وخلافه ؟!، ومن الأسئلة و الاستفسارات التى تحير عقول المصريين أيضا، أين ذهبت إذن أموال صفقة رأس الحكمة ،ومنحة الاتحاد الأوروبى، وصندوق النقد الدولى، إذا لم يتم سد ثغرة إنقطاع التيار الكهربائى، المستمر منذ أكثر من 10شهور؟! والذى تسبب فى تعطيل مصالح الناس، ولا أبالغ إن قلت فى قتلهم أيضا، فمنهم من فارق الحياة وهو محبوس فى الأسانسير، أوفى غرفة العناية المركزة، أومات اختناقا وكمدا من شدة الحر.

*لقد تفاءل المصريون خيرا بعد هذه الصفقات المالية الكبيرة، لكن يبدو أن النظام والحكومة فى وادى والشعب فى وادى ٱخر ، إن هذا السلوك والٱداء فيه شطط كبير، ويفتقد إلى الذكاء السياسى فى التعامل مع الشعب العظيم، ويضرب جوهر العلاقة الحقيقية بين الحاكم وشعبه والتى من المفروض أنها تقوم على أواصر المودة والحب والاحترام المتبادل برغم الاختلاف أحيانا، واذا غابت هذه العلاقة الطيبة، بلاشك ستكون هناك تداعيات خطيرة، على أمن واستقرار الوطن، فى المستقبل القريب، وده مش تحليلى انا فقط، ممكن أى محلل سياسى فى العالم، متابع وراصد يقول هذا الكلام، ليس فى مصر فحسب، ولكن فى أى دولة من العالم، تتشابه ظروفها السياسية والاقتصادية والاجتماعية مع حالة مصر .

*أتمنى النظام فى بلدنا يعكف الأيام المقبلة، على إيجاد حلول بديلة لمشكلة انقطاع التيار الكهربائى عن شعبه، وبلاش الاستمرار فى تعذيبه للأبد، وهو بعون الله قادر أن يفعل هذا، كما عرفه المصريون فى حل مشكلات كثيرة، أصعب من موضوع الكهرباء عشرات المرات، لأن الصيف على الأبواب والمصريون لن يتحملوا أكثر من هذا، برغم أنهم شعب صبور، وخائف على بلده من أى تفاعلات عنيفة، قد تستغلها جماعات إرهابية كثيرة موجودة بيننا الٱن، وعلى رأسهم طبعا جماعة الإخوان، للانقضاض على الحكم ، وتدخل البلد فى دوامة العنف التى لاتنتهى، كما دخلت بلاد عربية كثيرة، ولم تخرج منها حتى الٱن، وهذا لا أتمناه مطلقا لبلادى، لكن فى المقابل ينبغى أن تنتهى مشكلة انقطاع التيار الكهربائى للأبد ، وهذه مسئولية النظام والحكومة فقط، وليس الشعب

*بقيت كلمة أخيرة أقولها لوجه الله والوطن وإرضاء لضميرى، وليس تهديدا لأحد، لأن هذا ليس من طبعى ولا من أخلاقى، أرجو ألا ينخدع النظام بصبر المصريين، وخوفهم من بطش السلطة، لأن هذه سياسة ثبت فشلها مع السادات ومبارك من قبل، وكمان المصريين ليس لهم كتالوج كما يقولون، يقينى أن النظام يدرك ويفهم ذلك، ولولا رصيد المودة والحب الذى يحمله الشعب له، لاندلعت ثورات جياع وليس ثورة واحدة فى كل شبر من أرض مصر ، لأن حجم ماتعرض له المصريون فى السنوات الأخيرة، من ضغوط اقتصادية ومعيشية رهيب، لم يعرفوه حتى أيام حكم المماليك، مش حقول أيام عبد الناصر، أو السادات، أو مبارك، أو حتى أيام مرسى العياط، أثق أن الرئيس عبد الفتاح السيسى قادر على التدخل وحل المشكلة فورا، بصدور قرار من سيادته بإلغاء موضوع قطع الكهرباء عن المصريين للأبد، وفى كل محافظات مصر من أسوان لمطروح، وبدء علاقة جديدة مع الشعب، هذا القرار تذيعه كل وسائل الإعلام المختلفة، لإدخال البهجة على قلوب المصريين، الذين يستحقون أكثر من هذا، والانتباه إلى حل مشاكل مصر الأخرى فى التعليم، والاقتصاد، والزراعة، والصناعة ،والتصدير وزيادة الإنتاج، وتعظيم مواردنا خاصة السياحية، وترشيد بناء الطرق و الكبارى والمدن الفخيمة والجديدة، لأن مواصلة انقطاع الكهرباء عن المصريين..استمرار للفشل .