الأحد 19 مايو 2024 11:53 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

الكاتب والإعلامي رزق جهادي يتساءل.. ماذا بعد طوفان الأقصى ؟ وسيطرة إسرائيل على معبر رفح الفلسطيني ؟

الكاتب والإعلامي رزق جهادي
الكاتب والإعلامي رزق جهادي

هذا السؤال الذي يؤرقنى شخصياً ويشغل بال كل المصريين والأمة العربية ، ماذا بعد طوفان الأقصى ؟ قصة طال شرحها وتحليلها من كافة المراكز البحثية والنشرات اليومية ومن السياسيين والعسكريين والنتيجة للأسف الشديد هى صفر ..! نعم أقولها صفر بالنسبة لمعاناة الشعب الفلسطيني ، فبعد أن كانت فلسطين دولة ذات سيادة وكان الإسرائيليون (اليهود) يطلبون حق اللجوء والبحث عن الوطن البديل إبان وعد بلفور عام ١٩١٧م ، أما اليوم و بعد طوفان الأقصى ٧ اكتوبر عام ٢٠٢٣م قد إنقلبت الصورة رأسا على عقب وأصبح أصحاب الأرض هم من يبحثون عن وطن بديل لهم وذلك بعد أن قامت إسرائيل أخيرا بإحتلال جميع المعابر الحدودية مع مصر خاصة معبر كرم أبو سالم ومعبر رفح الفلسطينية ، وكل ما فعلته حماس بضربات ٧ أكتوبر عام ٢٠٢٣م فيما سمي بطوفان الأقصى هو إعطاء المبرر لإسرائيل لإحتلال باقى الأراضي الفلسطينية فقد خدمت إسرائيل على الأرض ولم تخدم القضية الفلسطينية سوى فى الإعلام ، كون أن حل القضية الفلسطينية يتطلب ما هو أكبر من مجرد عملية عسكرية خاطفة كطوفان الأقصى والتى راح ضحيتها عشرات الآلاف من الفلسطينيين معظمهم من الأطفال والنساء ناهيك عن البنية التحتية التى دمرت بالكامل فى قطاع غزة والتى أصبحت بيئة لا تصلح للعيش ، وقد جاءت الطامة الكبرى اليوم بإحتلال المنافذ البرية الوحيدة التي كان يدخل منها الدواء والغذاء لأهالي غزة ، وأقولها صراحة إن ما يجعل إسرائيل توافق على إقتراح حل الدولتين ليس عملية عسكرية خاطفة كطوفان الأقصى وإنما حرباً شرسة متوازنة القوى فحين تتهدد إسرائيل فى وجودها وقتها فقط سوف تطلب هى هذا الإقتراح ، وحماس تعلم ذلك جيدا وكل ما يشغل بالها فى المقام الأول هو توريط مصر بتلك الحرب ، ولكن مصر أعيد وأكررها مازالت تلتزم بضبط النفس وتضع الخطوط الحمراء التي بالمناسبة خرقتها اليوم إسرائيل بإقتحامها محور صلاح الدين (محور فيلادلفيا) الأمر الذي يضعها في حرج قد يتسبب في النهاية بتعليق إتفاقية السلام مع إسرائيل ، وهذا أيضا ما تبحث عنه حماس كى تشعل حرباً إقليمية بالمنطقة ، ولمن يتأمل فى الأحداث الجارية من أول أمس بقيام حماس بضرب معبر كرم أبو سالم فى توقيت مصر كانت منتظره ردها على الورقة المصرية بإعلان هدنة مؤقتة ووقف الإقتتال وكأنها تقول هذا ردى ثم تعلن بعد ذلك أنها وافقت على الشروط ، فمثل هذه التصرفات تدعو إلى الريبة والشك في أمرها والغرض من مناوراتها السياسية المقروءة التى تفضى لذات النتائج وهى إدخال مصر فى المعادلة الحاسمة للقضية الفلسطينية ، ومصر كفيلة بأن تقول كلمتها ولكن لا يستطيع أحد أن يجبرها على أن تتخذ قرارا على غير رغبتها ، فجميع الأشقاء العرب يشاهدون من بعيد جداً ويراقبون ويتساءلون هل ستفعلها مصر أم لا ؟ وأترك الإجابة على هذا السؤال للساعات والأيام القادمة ولك الله يا مصر وبك زعيم يستطيع أن يفرض إرادتك على الجميع وبك شعبا واعيا واثقاً فى قيادته السياسية الحكيمة .