دكتور محمود البحراوى يكتب عن : السنيما والحياه وفيلم (شمشون ولبلب) أو (عنتر ولبلب)

** لماذا يشاهد الناس فيلماً شاهدوه من قبل ؟ بالطبع ليست كل الأفلام صالحه لهذا الغرض ولكن فى الأغلب الأعم الفيلم الذى تشاهده مره تستعيده مرات وفيلم (شمشون ولبلب أو عنتر ولبلب) من هذه النوعيه من الأفلام

** شخصية (لبلب) ظهرت فى أكثر الأفلام القديمه سذاجه ولكن رغم سذاجته إلا أنه من الأفلام المسليه

** الفيلم تم إنتاجه عام (1951) وأخرجه المخرج/سيف الدين شوكت وهو مخرج ليس له اللمعان والبريق مثل جميع أبناء جيله من المخرجين فى هذا الوقت

** بطل الفيلم الفنان خفيف الظل (محمود شكوكو) أما كاتب الحوار فهو الأسطوره بديع خيرى

** الفيلم حاول إستلهام قصة الصراع المصرى مع الإستعمار بكافة أشكاله وجنسياته
فقصة الفيلم بسيطه وتدور حول شخصية (شمشون) الذى يرمز للشخصيه الإستعماريه كما أن إسم (شمشون) إسم مقدس لدى اليhود ودخل الحاره المصريه غازيا حاملاً معه أفكار وقيم غير قيم مجتمعنا وذلك من خلال الكازينو والذى يحاول من خلاله إغراق أهل الحاره سواء رجال أو نساء فى ملذاتهم ومساعدتهم بالتخلص من كل القيم الأخلاقيه القديمه ومحاولة إقناع أهل الحاره أن هذه القيم الأخلاقيه المتمسكين بها إنما هى سبب فقرهم ولابد من التخلى عنها والإنطلاق نحو الحداثه والتجديد

** فى وسط هذا الجو المشحون يجد (لبلب) المتمسك بقيمه وأخلاقه مضطر أن يواجه (شمشون) الجبار بجبروته وماله وعتاده ومغرياته ويقرر عدم الإستسلام له ويتحداه بأنه سيضربه سبعة أقلام فى سبعة أيام فى إشاره إلى أن مصر رغم عدم قوتها مقارنة بقوى الشر التى تحاربها وتقف أمامها قادره على التصدى لأى عدو محتل بما تمتلكه من عقول وناس تحبها وشجاعة أهلها المخلصين تستطيع من خلالهم تعويض هذا الفارق فى القوه العسكريه

** بالفعل يستطيع (لبلب) أن يذيق (شمشون) الويل فيضطر (شمشون) إلى إستخدام الحيله والخبث فى طلب مفاوضات للصلح بمساعدة أعوانه من الداخل والمتمثل فى شخصية الخائن/عبد الوارث عسر ليتبين (لبلب) بأنها خديعه من (شمشون) فيرفض المفاوضات ويعلنها صريحة إما (الجلاء وإما القلم السبعاء)

** الفيلم يوضح إذا توفرت العقول الذكيه وحب الصالح العام وإلتفاف المخلصين من أبناء الوطن فى هذه الحالة نستطيع أن نقاوم ونتخطى أى عدوان على هذا البلد سواء كان عسكرى أو ثقافى
#محمود_عزب_البحراوى