دكتور محمود البحراوى يكتب عن : السنيما والحياه وفيلم الزوجه الثانيه

** (فيلم الزوجه الثانيه)

(المجتمع المصرى )

فى نظرى أكثر فيلم مظلوم فى السنيما المصريه هو فيلم (الزوجه الثانيه) لأن كل مايعرفه الناس عنه جملتين فقط الأولى (الليله ياعمده) والثانيه ( وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم)

* فيلم الزوجه الثانيه أول فيلم تم إنتاجه بعد نكسة يونيو عام (1967) حيث انتج الفيلم بعد النكسه بأربعة أشهر فقط فى شهر إكتوبر من نفس العام

* المخرج صلاح أبو سيف عاوز يقول العمده عتمان (صلاح منصور ) وهو رمز للحاكم الديكتاتور سرق الشعب المطحون (شكرى سرحان) فى أعز مايملك

سرقه فى شرفه ( سعاد حسنى) وان ماحدث فى يونيو كان نتيجة تغول الحاكم وساعده فى ذلك كل من حوله من رجال الشرطه ( الممثل ابراهيم الشامى) ورجال الدين سواء المسلم ( العبقرى حسن البارودى) أو المسيحى ( اسكندر منسى) الذى قام بدور المقدس (متى )واللذان يقومان بتزيين الباطل له تحت مظله دينيه

* الخفير الطيب حسان والذى قام بدوره ( عبد المنعم ابراهيم) الخير جواه لكن من كتر الغلط اللى حواليه واللى شايفه بيتحول زيهم بس يادوب يسرق على أده دكر بط أو شوية لبن وعسل

* العبقريه سناء جميل والتى قامت بدور (حفيظه) هى مراكز القوى التى تمارس ضغوطها على العمده ولا يستطيع أن يقوم بعمل أى حاجه من غير موافقتها ولو عاوز يخرج عن طوعها تضغط عليه بالمقوله الشهيره ( الليله ياعمده)

* طبعا إنتشار الوباء وطريقة علاجه رمز لتغيب العقل المجتمعى ( وطبعاً تدخل رجال الدين فى علاج الوباء رؤيه مستقبليه من المؤلف والمخرج لما سيحدث فى المجتمع من سيطره لرجال الدين على عقول الشعب وتدخلهم فيما لا يفهمون فيه )

* عدم إطاعة سعاد حسنى (كرمز للبلد مصر) للعمده إيحاء بأن مصر ستظل عصيه على أى ديكتاتور ومنظر شكرى سرحان (رمز الشعب المصرى ) وهو تحت سرير العمده فى غرفة نومه إيحاء بأن هذا الشعب سيظل يلاحق الظلم حتى فى غرف نومه

* أكتر منظر كان معبراً فى الفيلم هو منظر الفنان حسن البارودى ( رجل الدين الفاسد) وهو رايح يشترى العفش وسعاد حسنى ماشيه وراه وجنبهم الجزار ساحب الجاموسه والعيال بتزف الجاموسه وبتقول من ده يابكره بقرشين وكأن صلاح أبو سيف عاوز يقول إن رجل الدين الفاسد بيدبح الشعب بسكين بارد

** ناقص أذكر إسم المؤلف العبقرى للفيلم الأستاذ أحمد رشدى صالح الصحفى ومؤسس مركز الفنون الشعبيه فى القاهره
وكاتب السيناريو الاستاذ السيناريست محمد مصطفى سامى

**ولا يمكن أنسى الرجل الذى يتكلم فى أول الفيلم وهو شايل صندوق الدنيا وهو يقسم المجتمع لثلاثة أقسام
(١) الناس المخلصه للبلد وعبر عنهم بصورة الفلاح الذى يشقى ولا يطلع بغير قوت يومه
(٢) الطبقه الثانيه وأطلق عليهم لفظ (الهبيشه) وعبر عنهم بصورة لودر وهو بيشيل الخير من طريقه
(٣) الطبقه الأخيره وهى الغالبيه الجاهله وعبر عنهم بصورة البقر
شخصية الرجل الذى يظهر على أنه مخبول أو أراجوز ودائماً يصاحب هذه الشخصيه أطفال يرمونه بالحجاره أو كلاب تنبح عليه مع أن مايقوله هو الحقيقه التى لايستطيع أحد الإفصاح عنها إشاره إلى الإعلام الفاسد والذى يقوم بالهجوم على كل كل من يقول الحقيقه
#محمود_عزب_البحراوى