الكاتب الكبير حسن سعد حسن يكتب : (الإنسان حاضر الأمة ومستقبلها)

إن من أهم عوامل قوة الأمة العامل البشرى الذى يتم إعداده إعدادا جيداً من الصغر فبناء الإنسان له مردوده، وأثره على مستقبل الوطن.
فكلما كان بناء إنسان الوطن بناءاً قويا متينا قائم على أسس سليمة ،وصحيحة كان الإنسان قادراً هو الأخر على بناء وطنه.
إن بناء إنسان الوطن يندرج تحت عنوان شامل ،وهو الحفاظ على الأمن القومى للوطن فهذا الإنسان هو المهندس ،والعامل ،والزارع ،والطبيب، والمعلم، والتاجر وغيرها من فئات المجتمع التى لاغنى للوطن عنها فى بناء حاضره ،ومستقبله.
وهناك عوامل عدة تؤثر فى ذلك البناء
منها على سبيل المثال لا الحصر المؤسسات الدينية بما تقدمه من خطاب دينى معتدل بعيد عن التطرف، والإرهاب مؤسسات دينية تغرس فيه روح الحب، والتسامح ،واحترام الأخر، وقبوله ،والولاء، والانتماء للوطن وأن حب الأوطان تقره الأديان، و تقدره.
ومن تلك العوامل أيضاً والتى هى ذات تأثير سريع ،ومردود أسرع الجانب الإعلامى بما يقدمه من برامج، وأعمال ترتقى بذوق الإنسان العام، وترتقى به لا تنحط به إلى هوة الذوق الفاسد .
كما أن التعليم هو الأخر بتأثيره القوى النافذله أهميته كعامل أساسى من عوامل بناء الإنسان من حيث تقديم هذا الإنسان كفرد صالح فى المجتمع له شخصيته التى يعتز بها ،وله قدرته على النقد البناء الذى يهدف المصلحة العامة للوطن ،وقدرة هذا الفرد على التصدى لكل عوامل الشر التى تريد الخراب، والتفكك ،وإثارة الفتن داخل المجتمعات .
كما أن عامل التعليم له خطورته فيما يقدم للإنسان صغيرا وما يكتب على سطور صفحات عقله البيضاء من قدرته على فرز الآراء ،ومعرفة الصالح من الطالح، وقدرة هذا الإنسان على التعامل مع مستحدثات عصره ذات الوتيرة السريعة فى التجدد، والتطور .
العوامل عدة تضم جوانب عدة كلها مترابطة ،ومتشابكة لا يمكن الاعتماد فيها على جانب دون الأخر .
ويبقى دور الأسرة فى بناء الإنسان هو الأقوى، والأخطر فبعض الأسر فى حاجة إلى معرفة كيف تربى الأبناء
وكيف تعدهم كأشخاص أسوياء لهم القدرة على التعاون ،والتواصل مع المحيط بهم دون خوف، أو قلق
وهذا يحتاج إلى جانب الإرشاد الأسرى الذى يجب أن يكون حاضراً قويا فى منظومة بناء الإنسان من خلال كافة الوسائل ،وداخل المؤسسات الدينية ،والثقافية، والتعليمية.
نعم بناء الإنسان هو بناء لوطن قوى على أسس قوية متينة تجعل للوطن قدرته على مواجهة كافة التطورات، والمحن ،والأزمات.
فلنبنى الإنسان فهو حاضر الأمة، ومستقبلها.