الكاتب الكبير وليد نجا يكتب : إياك ان تفرط في ارحامك من اجل زوجتك وابنائك


لكل انسان علي وجهة الأرض عالمة المختلف عن عالم الأخريين في التفاصيل المتساوي في الأرزاق مع مراعاة أختلاف وتنوع الرزق من شخص لأخر ما بين صحة ومال وبنين وزوجة صالحة وزوج صالح وابناء صالحين و هناك نعمة متوارثة عبر الأجيال إلا و هي نعمة البر وصلة الأرحام فعندما تبر ارحامك يبرك ابنائك فكما تدين تدان وكنت تلك النعمة من الثوابت في الاجيال القديمة إلا نادرا فكان بيت العائلة هو الملاذ للجميع ويتزوج جميع الاخوة والاخوات في بعض الاحيان في نفس البيت وبينهم تناغم وود ومحبة ورضا فكانت الحياة بسيطة والقلوب صافية مليئة بالحب والوفاء ومع التطور الرهيب في انماط الحياة وظهور عالم الفضاء اللإلكتروني وتداخل الثقافات غاب المعيار القيمي للمجتمع عن الأجيال الجديدة بفعل فاعل إلا وهو التكلولوجيا وعالم الفضاء اللإلكتروني فظهرت عادات غريبة عن مجتمعاتنا العربية وغابت العبادات في المعاملات الانسانية فغابت المحبة والرحمة وتقوي الله سبحانة وتعالي وطغت بدلا منها الماديات وحب الذات والانانية و ظهرت في مجتمعاتنا العربية ظاهرة عجيبة تتسبب في غياب البركة عن حياتنا وارزاقنا إلا وهي ظاهرة تازم العلاقة وقطيعة الأرحام بين الاهل الاب والام وكذلك الاخوة والاخوات مع بعضهم البعض.
ومن العجب العجاب ان بعض الأجيال الجديدة تختلط عليهم طبيعة العلاقة مع ارحامهم ومع أصدقائهم فالصديق من الممكن ان تنهي العلاقة معه إذا أختلفت المصالح وحدث عدم توافق نتيجة التطور في انماط الحياة فلازال بعض الرجال والنساء يقيسون العلاقة مع الاخرين بقانون الأخذ والعطاء وفق قاعدة دنيوية نفعية تحت بند ان زرتني زرتك وان أعطيتني أعطيتك وان احسنت لي احسنت إليك لكن الحقيقة التي لاتحتاج إلي براهين وادلة هي العلاقة بين الارحام فهي علاقة دم يجري في العروق ، لذلك حتى لو تجاهلت وجود ارحامك في حياتك فستصرخ كرات الدم الحمراء والبيضاء في عروقك لتشعرك بالحنين إلي ارحامك وسوف تغيب البركة عن حياتك ولن تحصد سوي جفاف المشاعر وتصحر الأحاسيس وتباعد المسافات .
وعند دراسة ظاهرة قطيعة الارحام داخل الاسر العربية بواسطة علماء الاجتماع وجدوا ان السبب الرئيسي ضمن اسباب اخري هو عدم وضع خطوط حمراء لكل من زوجة الاخ وزوج الاخت من قبل الأخ والاخت ومع اكتمال الاسرة عدم وضع خطوط حمراء للابناء والبنات في التعامل مع الارحام من سن الطفولة حتي الكبر فالرجل العاقل والمراة العاقلة هو أوهي من تضع او يضع قواعد صارمة للمعاملات مع الارحام الاب والام والاخوة والاخوات من قبل الأسرة فأغلب مشكلات القطيعة بين الإخوة والاخوات والارحام و من دراسة حالات متعددة في بلدان عربية مختلفة تكمن في تدخل الزوجات أو الأزواج ، والأبناء والبنات ، وإيغار صدور الإخوة والأرحام على بعضهم البعض .
وذلك كنتيجة مباسرة لإرتفاع تكاليف المعيشة وظهور الحقد وَالغيرة وعدم الرضا عن اقدار الله تعالي والنظر في حياة الاخرين وارزاقهم
لذلك لا تسمح اخي ولا تسمحي اختي لهم أو لغيرهم أن يتدخلوا عن طريق المكائد والحيل نتيجة الغيرة والحقد في العلاقة بينكم وبين ارحامكم واخواتكم واخواتكم فيدفعوا بكم نحو طريق القطيعة والبعد فتغيب عن حياتكم البركة فالرزق ياتي علي الأرص بالعمل وبركتة تاتي بالمعاملات وصلة الارحام وتقوي الله سبحانة وتعالي .
ومن الملاحظ في عصرنا الحالي ان بعض الازواج والزوجات يضعفوا امام اسرتهم ويقاطعوا ارحامهم واخواتهم وتلك خطيئة لاتغتفر فاللعلم والموعظة من تجارب حياتية كثيرة لو قاطعت ارحامك فسترى المشهد نفسه يتكرر بين أبنائك والقطيعة تدبُّ بينهم وأنت تتحسر عليهم فهناك قاعدة دنيوية مفادها كما تدين تدان .
وليكن راسخا في اذهان الجميع ان روعة صلة الارحام ومودة الأخوة والاخوات في أنك تُشعر أختك أو أخاك اوابيك اوامك بقيمتهم في حياتك ، باشتياقك لهم ، بأن أمرهم وهمومهم ومشكلاتهم تعنيك ، بأن دموعهم تنحدر من عينيك قبل أعينهم ، بانك سندهم قبل أن يسقطوا ،بانك عكازهم قبل أن يطلبوا منك ذلك .
احبتي في كل مكان الأخوة وصلة الأرحام ليست أسماء مرصوصة في بطاقة رسمية ، ولا أوراقًا مرسومة في شجرة العائلة ، ولا أرقامًا هاتفية مسجلة في هاتفك .
صلة الارحام والاخوة مودة ورحمة عطاء بدون مقابل فمعني انكم اخوة واخوات انه قد حملكم نفس الرحم وأرضعتكم نفس الام وتعب من اجل توفير تكاليف الحياة لكم نفس الاب ، وعشتم في نفسز البيت ، وأكلتم من نفس الصحن ، وشربتم من نفس الكأس ، واحتفظتم بنفس الذكريات ، ولذلك مهما حاول الاخرين لن يستطيعوا أن يمحوا كل ذلك من ذاكرتك ، وحتى لو حاولت ان تنسي ، فستشعر في نهاية كل يوم بتأنيب الضمير ، فالدم الذي يسري في عروقك سيُشعرك بالحنين لإرحامك واخوتك واخواتك فهم يقاسمونك كريات دمك نفسها .
وفي الختام نصيحة من ذهب إياك ثم إياك أن تفرط بارحامك وأخوتك من أجل ابنائك وزوجتك ، فكل شيئ يمكن تعويضه ، ولكن ارحامك وإخوتك إن ذهبوا فلن يأتي غيرهم ..فكيف لا تحب اخوتك وقد قال الله سبحانه وتعالى في حقك اخوتك ﴿ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ ﴾ وتمنوا جميعا وادعو الله سبحانة وتعالي بهذا الدعاء " اللَّهُمَّ ارزق أولادنا حُسن البرِّ، وارزقنا يا ربنا حُسن التربية" .
فالجنة تحت اقدام الامهات وبر الوالدين يمنع عنك مصير السوء و قبل ان تتفقوا مع كلماتي او تختلفوا تدبروا هذة الاية الكريمة
بسم الله الرحمن الرحيم "طَاعَةٞ وَقَوۡلٞ مَّعۡرُوفٞۚ فَإِذَا عَزَمَ ٱلۡأَمۡرُ فَلَوۡ صَدَقُواْ ٱللَّهَ لَكَانَ خَيۡرٗا لَّهُمۡ (21) فَهَلۡ عَسَيۡتُمۡ إِن تَوَلَّيۡتُمۡ أَن تُفۡسِدُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَتُقَطِّعُوٓاْ أَرۡحَامَكُمۡ (22) أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ لَعَنَهُمُ ٱللَّهُ فَأَصَمَّهُمۡ وَأَعۡمَىٰٓ أَبۡصَٰرَهُمۡ (23) أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ ٱلۡقُرۡءَانَ أَمۡ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقۡفَالُهَآ (24)إِنَّ ٱلَّذِينَ ٱرۡتَدُّواْ عَلَىٰٓ أَدۡبَٰرِهِم مِّنۢ بَعۡدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ ٱلۡهُدَى ٱلشَّيۡطَٰنُ سَوَّلَ لَهُمۡ وَأَمۡلَىٰ لَهُمۡ (25) ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ قَالُواْ لِلَّذِينَ كَرِهُواْ مَا نَزَّلَ ٱللَّهُ سَنُطِيعُكُمۡ فِي بَعۡضِ ٱلۡأَمۡرِۖ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ إِسۡرَارَهُمۡ (26)" صدق الله العطيم
~سورة محمّد صلي الله عليه وسلم