الكاتب الكبير حسن سعد حسن يكتب : (كلمتين مع فنجان قهوة)... الخروج من الشرنقة

يمر الإنسان بعد فترة الرضاعة الطبيعية بمرحلة تسمى بمرحلة( الفطام) حيث يتوقف الطفل عن الرضاعة من ثدى أمه ليتهىء ،ويتأهل إلى مرحلة الغذاء الطبيعى ،وهى مرحلة هامة قد تطول، وتقصر عند البعض .
ولكن هناك الفطام الأهم ،والأقوى، والمؤثر تأثيراً جذرياً على حياة الأبناء فى المستقبل ،وهو الخروج من( شرنقة )الوالدين بمعنى أن يستقل الأبناء برأيهم ،وقراراتهم الحياتية التى لا بد لهم من إتخاذها ،والمفروضة عليهم ،و التى لا مناص منها .
وهذا الفطام تقع المسئولية الأولى في تنفيذه على الوالدين اللذين يرون فى أولادهم الذين أصبحوا أزواجا ،وزوجات أطفالا صغاراً فطموا عن رضاعة الأثداء ،ولم يفطموا عن إرضاعهم القرارات ،والتحكم فى كل صغيرة ،وكبيرة فى حياتهم الزوجية مما يتسبب فى العديد من المشاكل بين الزوجين.
ولكن لنكن صادقين مع النفس لا يجب أن نفهم من ذلك عدم الأخذ بالنصح ،والعمل بالنصيحة إذا كانت صحيحة، وتتناسب مع ظروفهم ،وواقعهم الذى يعيشونه .
ولكن المقصود هو عدم السيطرة ،وفرض الأراء على الأبناء كأزواج، وزوجات ،وسلبهم حقهم الأصيل فى تسيير أمورهم المعيشية، والتدخل فى كل ما يخص أمورهم المادية، والمعنوية .
الوالدان هم صوت الضمير الحى، والباقى داخلنا أحياء وأموات ،ولكن الفرق شاسع، وكبير بين هذا ،وذاك
فكم من أسر هدمت أركانها ،وتشتت شملها ،وضاعت سبل الود والسكينة ،والمحبة ،والتراحم بين جذورها وفروعها لفرض السيطرة، واغتصاب حق من حقوق الأبناء كازواج ،وزوجات وهو الاستقلالية ،وتحمل المسئولية، والخروج من التبعية فى كل صغيرة، وكبيرة.
فطام الأبناء عن الرضاعة هام ،وفطامهم عن سيطرتنا أهم.