دكتور رضا محمد طه يكتب : الموسيقى لعلاج القلق والاكتئاب

تعتبر الموسيقى أحد الخيارات الهامة في علاج اشكال مختلفة من الأمراض العقلية ، مما شجع الباحثون لتوسيع نطاق هذا النوع من العلاج وتطبيقه علي حالات نفسية أخرى واهمها الاكتئاب، وهذا ما تناولته دراسة جديدة نشرت مؤخرا في مجلة سيل ريبورتس Cell Reports وفيها استطاع فريق البحث من تحديد نشاطاً دماغيا مميزا لدى الأشخاص الذين خضعوا للعلاج بالموسيقى حيث تحسنت لديهم الأعراض الاكتئابية بسبب الالفة بالموسيقى والتي زادت من استمتاعهم وتحسين امزجتهم، هذا الاستمتاع الذاتي كان العامل الرئيسي في رؤية استجابة فعالة لدى الأشخاص المصابون للعلاج بالموسيقى.
وجد الباحثون ارتباط بين منطقتي النواة السريرية للخط النهائى BNST والنواة المتكئة NAc ودوائر المكافأة والعواطف في الدماغ ، وأوضحوا أن القشرة السمعية في الدماغ تتلقى الموسيقى ثم تنشط دوائر المكافأة في الدماغ وخلق إستجابة عاطفية ، حيث أظهر المشاركين الذين استمعوا إلى موسيقاهم المفضلة تحسناً أكبر في أعراض الاكتئاب مما أعطى دلالة واضحة على تأثير الموسيقى المضادة للاكتئاب بسبب تحفيزها نشاطاً كبيراً داخل دائرة المكافأة المرصودة، وبناء على تلك النتائج يمكن للباحثين تطوير علاجات أكثر فعالية لحالات الصحة العقلية مثل الاكتئاب واخري مثل القلق ، إضافة إمكانية التخطيط لتطوير سلسلة من المنتجات الرقمية القائمة على العلاج بالموسيقى مثل تطبيقات الهواتف الذكية والأجهزة القابلة للارتداء ودمج اختيارات موسيقية بهدف توفير أدوات مساعدة ذاتية مريحة وفعالة لإدارة المشاعر وتحسين الأعراض في الحياة اليومية.