الومضه٥٨( جزء ثان)
الكاتب الكبير علاء عبدالعزيز يكتب : القمر واليمام.
قليل من أهل الحاره من كان يدرك بأن الشمس والقمر يتجددان دوما وهذا ما منحهما عمرا مديدا علي مر الزمان ، ولأن أهل الارض يذكرون دوما القمر بأجمل وأرق الصفات قرر ان يبادلهم الحب بالحب وان يرسل لهم رساله مفادها" ان حياه الرجال والنساء تتجدد دوما كما يتجدد هو " ، ولكنه إحتار فيمن يحمل اليهم الرساله .
طالع القمر أرض الحاره وهو بدر كامل يبحث عن ساعي بريد لتوصل رسالته ، فما وجد غير الخنافس تمليء أرض الحاره ، فهي الوحيده التي تستطيع ان تتسلل الي جميع بيوت الحاره التي كانت قريبه يوما من الخلاء فلم تسلم من هجوم الخنافس . إستسلم القمر لواقع حارتنا وقرر نقل رسالته عبر الخنافس ، المسافه بين القمر وسماء حارتنا بعيده جدا ، ولكي تبث الخنفساء الام الرساله من فوق القمر لابد ان تقضي وقتا طويلا حتي تصل الي حارتنا لتُبَلغْ الخنافس بما تريد ،ولربما تصل بعد قيام الساعه ، فإعتذرت للقمر ، فأعاد القمر النظر في سماء الحاره فوجد اليمام يحوم في أسراب كثيره ، فالكل غاوي يعمل غيه حمام ويمام فوق أسطح المنازل ، وعليه قرر القمر تغيير ساعي البريد فصار يمامه بدل الخنفساء!! فهمت اليمامه الرساله وأردات تبليغها بشده الي اهل الحاره لانها تعشق السلام ، فهي من قديم تجوب سموات الحاره ولم ترقب في الحاره اي مظاهر للتجديد او التطوير كما هو مكتوب بالرساله ، فالحاره مازالت علي عهدها القديم في حرب مع الخنافس ، وكلما قضت عليها هاجمها سرب اخر من الخلاء .
انشغلت الحاره بتلك الحروب دهرا ، لذا انقضت اعمارهم ولقوا حتفهم سريعا في تلكم الحروب الضاريه خاصه ان حروبهم لم تكن مقصوره علي الخنافس فقط فهم يهون القتال لذات القتال ولخوفهم الشديد من الموت ، فعلي اليمامه الاسراع بنقل رساله القمر لكي لاتفني البشر والخنافس .
اليمامه نقلت الرساله لسائر عموم اليمام في العشش وغيات الحمام المنتشره فوق أسطح المنازل ، وإستنفذت كل يمامه طاقتها في شرح الرساله للبشر ، تاره بتمثيل الموت وتاره أخري بالانطلاق الي السموات وتجديد مسارات طيرانها .
إندهش أهل الحاره من سلوك اليمام المفاجئ ، وبلغ اليمام من دقة التمثيل والمحاكاه مبلغا عظيما من أجل أن يفهم مقصده اهل الحاره ، ولكنهم تابعوا حركات اليمام البهلوانيه بمزيد من الضحكات ، وفي محاوله يائسه أخيره جمعت افواج اليمام بعضها ومثلت بحركاتها المتجدده الرساله لكي يفهم أهل الحاره ، ولكنهم لم يفهموا ، فصارت اياما واياما ترغل في اماكنها وتصدر اصواتا جماعيه مزعجه لتنبيه أهل الحاره ، المهم عند اهل الحاره الا يجافي أحدا لهم مضاجع أويفرغ لهم بطون ، وفي تطور للزمن دون الناس داهم الحاره الغلاء ، وغاب القمر عن سماء الحاره فذبحوا يمامهم ليملئوا منه البطون ، وضاعت رساله القمر في بلوعات مجاري حاره السلطان ، الغريب في الامر ان هذه هي المره الوحيده التي لم يلجأ فيها الأهالي لحكيم الحاره لفك طلاسم رساله القمر ، وهم يعلمون جيدا ان الحكيم قد عُلِمَ منطق الطير ولكنهم استغنوا عن الفهم بملئ البطون ، لذا هم منذ القدم يخافون الموت ويغضون الطرف عن فك الطلاسم التي تحمل لهم وسائل التجديد حيث بعث لهم القمر برسالته في الخلود وارفقها بين طيات اجنحه اليمام .












انهيار عقار ببركة الدماس في أسوان
ضبط المتهم بابتزاز أميرة الذهب بفيديوهات مخلة في الجيزة
بدء ثاني جلسات المطربة بوسي في قضية تهربها الضريبي
التحفظ على سائق التريلا المتسببة في حادث الأتوبيس الترددي بالأوتوستراد
أسعار الدولار أمام الجنيه اليوم الأربعاء
أسعار الذهب اليوم في مصر..
استقرار أسعار الذهب في بداية تعاملات اليوم الاحد 23-11-2025
أسعار الذهب اليوم الأربعاء فى محلات الصاغة