الكاتب والإعلامي رزق جهادى يكتب..فلسطين مابين الإصرار المصري على حل الدولتين والتملق الأمريكى والحنجرة الجزائرية
الجارديان المصريةبداية علينا أن نعى جيدا أن فلسطين تمثل القضية الأزلية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها فمنذ صدور وعد بلفور ١٩١٧م إلى حرب فلسطين ١٩٤٨م إلى العدوان الثلاثي ١٩٥٦م وهزيمة ١٩٦٧م إلى أن تحقق النصر في ١٩٧٣م ومصر وحدها تتحمل القدر الأكبر من فاتورة القضية الفلسطينية من دماء الشهداء وقطيعة عربية وسوء أحوال اقتصادية ، وتضييق دولى من القوى العالمية المناصرة لإسرائيل .
وفوجئنا بالأمس إرتفاع الحنجورية الجزائية لتدعو مصر كى تفتح حدودها مع قطاع غزة كى تسمح للقوات المسلحة الجزائية لتقديم العون والمساعدة لقطاع ولأول وهلة إعتقدت أن الرئيس الجزائري يريد أن يحرر فلسطين إلا أن ذلك ما هو إلا مزايدة على الموقف المصري الداعم للقضية الفلسطينية قيادة وشعبا وقوات مسلحة ، والسؤال هنا ألا يستطيع سيادته أن يرسل القوات البحرية الجزائرية عبر البحر المتوسط ؟ كونها تمتلك أسطولا بحرياً لا يستهان به ، ولكنى أتفهم موقفه ضمن حملته الإنتخابية للترشح لفترة رئاسية ثانية ، ولكن لماذا نزايد بالقضية الفلسطينية ؟ فمنذ السابع من أكتوبر ٢٠٢٣م وقطاع غزة يقذف يوميا ألا تملك الجزائر القدرة على إرسال أسطولها البحرى ..! فلن ولن تعترض مصر فالبحر مفتوح والمياه الدولية مرتع للقوى الأقليمية .
واليوم مازالت الولايات المتحدة الأمريكية تماطل وتتملق من ادراج أى لفظ أو صيغة يفضى إلى حل الدولتين وينهى الصراع العربي الإسرائيلي إلى الأبد ، وهو ما يؤكده طول أمد المفاوضات الجارية بواسطه مصرية قطرية أمريكية فالولايات المتحدة ترفض تماما ادراج مبدأ حل الدولتين فى أى مفاوضات حالية أو مستقبلية
وهو الأمر الذي يزيد الأمور صعوبة على مصر بزيادة الضغوط الدولية على موقفها هذا مابين مزايدة البعض ومابين متاجرة البعض بالقضية الفلسطينية ومابين طمع إسرائيل فى محور فيلادلفيا وأحلامها بتهجير المتبقي من سكان قطاع غزة إلى شبه جزيرة سيناء .
فى النهاية :- مازلت مصر صامدة وثابتة على موقفها الرافض للحلول الوسط فإما حل القضية الفلسطينية من جذورها بحل الدولتين وإما أن يتحمل المجتمع الدولي عواقب إشعاله حرباً إقليمية لن تهدأ أو تنطفئ إلا بإختفاء دول من على الخريطة، وإن كنت أرى أن الولايات المتحدة الأمريكية تجهزت بالفعل لتلك الحرب الأقليمية المرتقبة ، فنحن رجالها ونحن أولى بها .