الكاتب الكبير حسين السمنودى يكتب : الأبطال الصامتون في غزة


في أوقات الأزمات الكبرى، وعندما يتعطل كل شيء حولنا، تظهر الأبطال غير المتوقعين، أولئك الذين لا يتحدثون ولا يتفاخرون بإنجازاتهم، بل يعملون بصمت وبدون ضجيج. وفي غزة، كانت الخيول والحمير من بين هؤلاء الأبطال. على الرغم من أن العالم قد يتجاهلهم أو يعتبرهم مجرد وسائل نقل تقليدية، إلا أن واقع غزة يبرز أهمية هذه الحيوانات بوضوح أكبر من أي وقت مضى.
...دور البهايم في غزة
وفي ظل الأزمات الإنسانية والصراعات المستمرة، أصبحت الخيول والحمير وسيلة أساسية للنقل في غزة. ومع انهيار البنية التحتية وتعرض الطرق للتدمير، كانت هذه الحيوانات وسيلة حيوية لنقل الإمدادات، والمواد الغذائية، والمساعدات الإنسانية، وحتى النازحين بين المناطق المتضررة. وعلى الرغم من القسوة التي قد يواجهها سكان غزة، فإن هذه الحيوانات أدت دورًا لا يمكن تجاهله في الحفاظ على حياة الناس وتخفيف معاناتهم.
...التحديات التي تواجهها الخيول والحمير
وتواجه الخيول والحمير في غزة تحديات كبيرة تتجاوز مجرد العمل في ظروف صعبة. وتتعرض هذه الحيوانات للإجهاد الشديد نتيجةً للأحمال الثقيلة التي تتحملها يوميًا، إضافة إلى الظروف البيئية القاسية. ومع ذلك، فإنهم يظهرون قدرة هائلة على التحمل والمرونة، مما يعكس التكيف اللافت مع الظروف الصعبة. وتحتاج هذه الحيوانات إلى الرعاية المناسبة والعناية الصحية، وهو ما قد يكون تحديًا في ظل نقص الموارد.
.....الرمزية والقيمة الثقافية
وتُعتبر الخيول والحمير جزءًا مهمًا من التراث الثقافي في العديد من المجتمعات العربية، بما في ذلك غزة. ويشير استخدام هذه الحيوانات في النقل إلى ارتباط عميق بالتاريخ والتراث الزراعي، حيث كانت تُستخدم منذ القدم في الأعمال اليومية. هذه الرمزية تجعل من بقاء هذه الحيوانات واستمرار استخدامها في الأزمات ليس مجرد مسألة بقاء، بل أيضًا تعبيرًا عن التمسك بالجذور الثقافية في وجه التحديات.
....التأثير الاجتماعي والاقتصادي
ويلعب استخدام الخيول والحمير دورًا كبيرًا في الحياة اليومية في غزة،فى ظل الحرب القاتلة والمدمرة الٱن . حيث تسهم في تسهيل التنقل وتخفيف الضغوط الاقتصادية على السكان. فهي توفر بديلاً أرخص للنقل المبالغ فيه مقارنة بالوسائل الحديثة التي قد تكون غير متاحة أو باهظة الثمن في ظل الظروف الراهنة. وعلاوة على ذلك، فإن استخدام هذه الحيوانات في النقل يعزز من القدرة على التحرك بسرعة أكبر داخل المناطق المتضررة، مما يساهم في تحسين وصول الإمدادات الأساسية وتلبية احتياجات الناس.
...التجربة الإنسانية والأمل
وتستعرض تجربة الخيول والحمير في غزة صورة حية للقدرة على التكيف والصمود في وجه الأزمات. وتعكس هذه الحيوانات قدرة الإنسان على الاستفادة من الموارد المتاحة والابتكار في استخدام ما هو متاح لتحسين ظروف الحياة. وفي ظل الظروف الصعبة، فإن التعاون بين الإنسان والحيوان يصبح أكثر وضوحًا ويعزز من شعور الأمل والتفاؤل، حيث يتضح أن الدعم يمكن أن يأتي من أبسط المصادر.
...التحديات المستقبلية والدعوة للوعي
وعلى الرغم من الدور الهام الذي تؤديه الخيول والحمير في غزة، فإن هناك حاجة ملحة لزيادة الوعي حول أهمية رعايتها وتوفير الظروف المناسبة لها. وتحتاج هذه الحيوانات إلى الدعم والرعاية لضمان قدرتها على الاستمرار في أداء دورها الحيوي. ومن الضروري أن يعمل المجتمع الدولي والمحلي على تعزيز الظروف الصحية والبيئية لتلك الحيوانات، بما يتماشى مع الجهود الرامية لتحسين الظروف المعيشية في غزة.
وفي الختام، تقدم تجربة الخيول والحمير في غزة درسًا قيمًا حول قوة التحمل، والقدرة على التكيف، وأهمية التضامن في مواجهة الصعوبات. هي تذكير دائم بأن الأبطال الحقيقيين ليسوا دائمًا أولئك الذين يظهرون في الواجهة، بل قد يكونون أولئك الذين يعملون بصمت ويقدمون المساعدة في أصعب الظروف.
والمحزن أن الجيش الصهيوني .بدأ جنوده يتصيدون البغال والخيول والحمير بقناصاته الغادرة المتواجدة فى كل مكان لتزيد المعاناة على سكان غزة المكلومين والمرضى والجوعى .