دكتور رضا محمد طه يكتب : الكلاميديا وآلية استمرار العدوي
الجارديان المصريةالكلاميديا أحد أنواع البكتريا الصغيرة تتواجد في طورين أحدهما خارج الخلية وتسمي الاجسام الأولية elementary bodies وتكون حاملة مثل جسيمات الفيروس، لكنها تدخل الخلية الحساسة للإصابة عن طريق عملية البلعمة بحيث تحتويها الخلية وبعد دخولها تسلك مثل البكتريا وتتكاثر بالانقسام الثنائي ، تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي مسببة أمراض للإنسان مثل الكلاميديا المسببة للتراكوما Chlamydia trachomatis وهو مرض في العين قد يؤدي للعمي.
تتمكن انواع من الكلاميديا من البقاء حية فترة طويلة في الأمعاء حيث يمكن للأشخاص المصابين نقلها إلى آخرين من خلال العلاقة الجنسية دون وقاية. تتمثل الأعراض في صورة حكة بالأعضاء الجنسية المهبل والقضيب أو الشرج ، وقد لا يلتفت إليها المصابين حيث تكون الأعراض في البداية خفيفة وإذا لوحظت فإنه بالإمكان علاجها بسهولة باستخدام المضادات الحيوية ، في المقابل إذا تركت دون علاج فإنها قد تسبب مشاكل صحية خطيرة بما في ذلك العقم والسرطان.
دراسة جديدة أجراها باحثون من فورتسبورج وبرلين ونشرت مؤخراً في PLOS Pathogens أفادت بأنه يمكن للأشخاص الذين أصيبوا بالكلاميديا وعولجوا أن يصابوا ثانية وهذه ظاهرة معروفة من الممارسة السريرية اليومية ، افترض العلماء أن سبب العدوي الثانية هو اختباء الكلاميديا في مكان ما بالجسم وبعيدة عن آليات الدفاع المناعية ، وعند التعرض لظروف معينة تستعيد نشاطها مرة أخرى ويطلق على هذه الظاهرة الاستمرار ما يجعل من الكلاميديا مشكلة مستمرة في الجسم وتمنحها فرصة مقاومة المضادات الحيوية بمرور الوقت.
باستخدام نماذج اصطناعية مصغرة للأمعاء من خلايا أمعاء بشرية والملاحظة بالميكر سكوب الإلكتروني تبين أن الطبقة الداخلية للأمعاء أكثر مقاومة للعدوي بالكلاميديا الا إذا حدث ضرر بطبقة الخلايا الظهارية المبطنة للأمعاء بذا يسهل الاختراق بالبكتريا ، اما العدوي عن طريق الدم فكانت من السهولة بمكان بحيث تمت بكفاءة عالية مراراً وتكرارا ، الأمر الذي دعا الباحثون الي ضرورة معرفة ما إذا كانت الكلاميديا تختبأ وتختار انواع معينة من الخلايا لاستمرار تواجدها ، وهذه كما يقول الباحثون ليست بالمهمة السهلة لأن الأمعاء مكونة من مئات الأنواع المختلفة من الخلايا ، ومن ثم فإن العوامل المحيطة بالانسجة قد تكون هي المحفز على استمرار وجود الكلاميديا ، وهذا سوف يكون هدف العلماء للبحث وكشف الأسباب الحقيقية وراء ذلك.