د.كمال يونس يكتب : استبيان
الجارديان المصريةقضى عامه كله لاهيا يحضر بعضا من الدروس الخصوصية وأقرانه من أبناء المشاهير الذين يقطنون في نفس الكومبوند الشهير ، ويسر له والده الإعلامي الكبير أن يؤدي الامتحان بأحدى لجان أولاد الأكابر حيث كان الغش مباحا ،حصل على مجموع كبير أهله لقبول كلية الإعلام ، بتشجيع ومباركة والده ليكمل مشواره ، حرص ألا يذكر لأحد أنه ابن فلان ،ساعده على ذلك أن الوحيد من بين أقرانه الذي دخل كلية الإعلام ، أول محاضرة يحضرها فرحا فخورا دخل الأستاذ المدرج الكبير المكتظ بالطلاب، وبعد أن حياهم مرحبا بهم وزع عليهم استبيانا،يتضمن الأسئلة الآتية ،لماذا دخلت كلية الإعلام ؟، ماالصفات التي يجب أن يتحلى بها الإعلامي و تتمنى أن تتوافر فيك؟، من قدوتك أو مثلك الأعلى من الإعلاميين ؟'ولماذا ؟،من الإعلامي الذي لاتريد أن تكون مثله ؟، أجاب بطريقة إنشائية ،ولم يفته الإجابة بأن قدوته هو فلان أي أبوه، جمع الأستاذ الاستبيان من الطلاب ،وساعده أحد الطلاب في تفريغ النتيجة على السبورة،وكانت المفاجأة أن هناك إجماعا على أن أبيه هو أسوأ إعلامي ، ذلك لنفاقه واستغلاله لنفوذه ،وتلونه،ومواقفه المطاطية ،وأنه رجل كل العصور، شكرهم الأستاذ وتمنى لهم دراسة سعيدة مذكرا إياهم أن لكل مهنة آدابها وشرفها،مناشدا إياهم ألا يهنوا ويضعفوا أمام المغريات ،وليراعوا أمانة القلم والكلمة ، انتهت المحاضرة ،وانتبذ بنفسه مكانا قصيا ،يبكي بمرارة وحرقة،إذ سقط والده من نظره ، أهكذا ينظر إليك الناس يا أبي ،وأسقط نفسه هو الآخر فهو غشاش أيضا ، وقف منتفضا وذهب لمكتب شؤون الطلاب ،قدم طلبا لتحويله لكلية أخرى ليس لها علاقة بعمل أبيه .