الكاتب الصحفي الكبير وصفى هنرى يكتب : حكاية بنت اسمها رشا

في محاولة لإظهار المواطنة والتعايش السلمي في أم الدنيا بتبارى الكثيرون فى نشر قصصهم مع جيرانهم فمنا من يذكر انه تربي في بيت مسيحي وانه في مراحل التعليم الأولي كان في مدرسة للراهبات ، أو من يحكي عن جارتهم ام لويس التى كانت تزورهم فى الأعياد وتأتيهم بأطباق الكحك والغريبة فى عيد الميلاد والقيامة ، وآخرين يتباكون على الزمن الجميل عندما كانت تأتيهم أم أحمد بأطباق العاشوراء او قطع من ذبيحة عيد الأضحي ، وكانت البيوت مفتوحة للجميع يتزاورون ويجاملون بعضهم البعض فى السراء والضراء , لكن الحقيقة أن هذا الزمن لم ينتهي ويندثر فهناك جيلا ثانيا وثالثا لا يقل سماحة ومحبة عن جيلنا .
ترجع علاقتى بصديق عمرى الدكتور ممدوح عبد المنعم رمضان منذ الطفولة حيث كنت فى الثامنة وهو فى السابعة من عمره , وكان ممدوح أحد أصدقاء شلتنا فى حينا الهادئ وكنت أنا المسيحى الوحيد فى هذه الشلة … كانت تربطنى بممدوح وعائلته علاقة خاصة جدا … كان والده أستاذآ للغة العربية , أزهريآ لم يتخلَ عن إرتداء الزى الأزهرى وعمامته طوال حياته ووالدته سيدة رائعة كانت تكاد تحتضنى بعينينها عندما تكون فى استقبالى بمنزلهم , كان لعمي عبدالمنعم 5 أبناء وابنة واحدة الابن الأكبر المهندس خالد والمهندسة ثناء والدكتور ممدوح والدكتور محمد جميل والتوأم تيسير ووجيه.
تزوجت ثناء شقيقة ممدوح وأنجبت طفلة اسمتها رشا , فى نهاية السبعينيات وقبل سفرى للنمسا دعانى ممدوح لحضور حفل عيد ميلاد رشا الأول , كان حفلا عائليا بامتياز فكل الحضور من افراد العائلة والأقارب إلا أنا فكنت الوحيد من خارج العائلة وبالطبع المسيحى الوحيد الذي تمت دعوته على اعتبار أننى أحد أفراد العائلة !!
هاجرت للنمسا فى العام 1979 ولكن لم أتخلف عاما عن زيارة أم الدنيا وكنت أجتهد ليكون هناك تواصل مع أصدقاء الطفولة وما زلت ...أننى مازلت أتواصل حتي مع أبناء وبنات أصدقائى الذين رحلوا عن عالمنا .
كل أولاد وبنات أصدقائى ينادوننى بطبيعة الحال عمو وصفي أو أنكل وصفى ... إلا رشا رمضان فهى تنادينى خالو وصفى , حتى رسائلها او تعليقاتها على الفيس بوك تكتب يا "خالو "
فى رحلاتي لمصر احرص دائما علي لقاء ممدوح صديق العمر واحيانا أزوره فى منزل العائلة الذى يسكن فيه مع زوجته وأولاده ... ويوما أقام لي مأدبة عشاء فخمة بحضور كل افراد أسرته ، ابنته الكبري اسراء وزوجها حسام وابنتاها الجميلتان رزان وريناد و اولاده بسام ومحمد وليلي ونسمة ، كانت أمسية رائعة حضرتها رشا وزوجها ماجد واولادها عمرو وإسلام كانت رشا طوال الليلةتناديني يا خالو .
ثم دار حديث بينى وبين ممدوح وإبنته إسراء عن سبب مناداة رشا لى بخالو ، كنت أتوقع أن تكون إجابتهم بما أن ممدوح خالها فأنا أيضا خالها مجازا لكن المدهش والرائع وكما قلت في مقدمة قصتى أنني أري جيلا ثانيا وثالثا لا يقل سماحة ومحبة عن جيل الزمن الجميل و فقد أخبروني أن رشا تقول لأبنائها وتعرًف عائلة زوجها بكل جدية ... أن لها " خال مسيحى "

#وصفى هنرى
ڤيينا ١ سبتمبر ٢٠٢٤
٢٥ مسرى ٦٢٦٥

الصور تم التقاطها في منزل الدكتور ممدوح ف سبتمبر ٢٠١٦