الأحد 8 سبتمبر 2024 10:15 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

حسين السمنودى يكتب : وصف النبي محمد صلى الله عليه وسلم... شمائل وأخلاق

الكاتب الكبير حسين السمنودى
الكاتب الكبير حسين السمنودى

النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو الشخصية المركزية في التاريخ الإسلامي، وقد تمتع بصفات وخصال جعلته قدوة ومثالاً يحتذى به في جميع جوانب حياته. ومن خلال حياته وسيرته، نرى مجموعة من الصفات التي تجسد الأخلاق الفاضلة التي دعا إليها الإسلام.
.... النشأة والمكانة
وُلد النبي محمد صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة عام 570 ميلادياً، في قبيلة قريش. وُلد يتيم الأب، وتوفيت والدته آمنة بنت وهب وهو في سن السادسة. تولى رعايته جده عبد المطلب، ثم عمه أبو طالب بعد وفاة جده. على الرغم من الصعوبات التي واجهها منذ ولادته، نشأ النبي في بيئة نظيفة من الفساد، عُرف فيها بالصدق والأمانة، مما أكسبه احتراماً هائلاً من قومه، ولقب بـ "الصادق الأمين".

.... الشكل الخارجي
كان النبي صلى الله عليه وسلم ذو قامة متوسطة، وكان جسده متناسبًا وقويًا. عُرف بأنه كان ذا وجه مشرق، وجبهة عريضة، وعينين داكنتين، وشعره كان أسوداً وكثيفاً، ولكنه كان يظهر فيه بعض البياض. كان له لحية كثيفة وشارب قصير. وكان يتمتع بمظهر أنيق وبسيط، يعكس تواضعه واهتمامه بالمبادئ أكثر من المظاهر.
.... الأخلاق والصفات الشخصية
كانت الأخلاق النبيلة جزءاً أساسياً من شخصية النبي محمد صلى الله عليه وسلم. كان يتحلى بالرحمة والتسامح، حيث كان يعامل جميع الناس بلطف، حتى أولئك الذين أساءوا إليه. برزت رحمة النبي في تعاملاته اليومية مع أصحابه وأسرته وأعدائه.

كان النبي صلى الله عليه وسلم صبوراً، يواجه الصعوبات والتحديات بثبات وعزيمة. كان أيضًا عادلًا في حكمه، يضع مصلحة المجتمع فوق مصلحته الشخصية. كما كان كريمًا، يشارك كل ما لديه مع المحتاجين، ويحرص على تقديم المساعدة لكل من حوله.

....تعاملاته مع الآخرين
كانت تعاملات النبي صلى الله عليه وسلم مع الناس مثالاً يحتذى به في التعاون والاحترام. كان يُعنى بالقضايا الاجتماعية، ويسعى لإصلاح الظلم وتحقيق العدالة. لم يكن يتردد في الاستماع إلى شكاوى الناس ومعالجتها بما يرضي الله.

كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يهتم بتربية الأطفال وتعليمهم، حيث كان يعلمهم القيم والأخلاق الحميدة من خلال تصرفاته وأقواله. وكان يشجع على العلم والتعلم، ويعتبره من أهم الوسائل لتحقيق الرفعة والنجاح.

...... الدعوة والإصلاح
خلال فترة بعثته، قاد النبي صلى الله عليه وسلم الأمة الإسلامية نحو التوحيد والإصلاح. أسس لمبادئ العدالة والمساواة، وسعى لبناء مجتمع يسوده السلام والرحمة. رغم المعارضة الشديدة التي واجهها، استمر في دعوته، مدفوعاً بالإيمان العميق والالتزام بالقيم التي دعا إليها.

... الموت والإرث
توفي النبي محمد صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة عام 632 ميلادياً، بعد أن أكمل رسالته وأرسى قواعد المجتمع الإسلامي. ترك وراءه إرثًا عظيمًا من التعاليم والقيم التي لا تزال توجه حياة المسلمين اليوم. الأحاديث النبوية التي نقلت عنه تقدم توجيهات هامة حول كيفية العيش وفقاً لقيم الرحمة والعدالة.

ويبقى النبي محمد صلى الله عليه وسلم نموذجاً فريداً في الأخلاق والقيادة، وقدوة للأجيال القادمة. سيرة النبي العطرة تُعلمنا كيفية التفاعل مع الآخرين بلطف واحترام، وكيفية بناء مجتمعات قائمة على القيم النبيلة.