الخميس 3 أكتوبر 2024 10:44 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

د. عادل القليعى يكتب : تاج الكياسة والفراسة صلوا عليه

د.عادل القليعى
د.عادل القليعى

رسول الله صلى الله عليه وسلم التقي النقي الطاهر الورع ، الصادق الأمين ، الرؤوف الرحيم ، ضرب أروع الأمثلة في الصفات التي ينبغي أن يتحلى به القادة ، التي يجب توافرها في كل من يقدم نفسه لسدة الحكم ويتولى أمر الأمة ، نعم إنه رسول الله لا كذب ، إنه ابن عبد المطلب ، نعم فاق النبيين في دين وفي خلق.
نعم أخلاقه وصفاته سبحان من سواه.
فمن الصفات التي ينبغي توافرها في القائد الذي يتولى القيادة بالإضافة إلى القوة التي من خلالها يحفظ بيضة الدنيا والدين، والشجاعة
والأخلاق الحميدة، والتقوى والدين، والرحمة والعدالة والشخصية القوية والقدرة على إتخاذ القرار.
وأن يقسم بالسوية بين الرعية ويعدل في قضاياهم ، ويرعى مصالحهم ويحافظ على سلامة المملكة والسلطنة والوزارة، ويسعى جاهدا إلى تحقيق رفاهية المواطن، محققا مسرة وبشارة.
لابد أن تتوفر فيه مقومات الذكاء الفطري مع تنميته بالدرس والتعليم والممارسة التى تؤهل لقيادة ذكية تنهض بالبلاد وتقودها إلى تحقيق الإستقرار ، وتحقيق تنمية مستدامة لها تؤهلها لأن تتبوأ مكانتها آلتي تستحقها لإضعاف في للصفوف الأولي مع الدول المتقدمة.
تمثلت هذه القيادة الرشيدة في رسول الأمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، فكان ذكي وذكاؤه كان بالفطرة والتأييد من رب الملكوت مدعوما بعصمة ترفع عنه كل خطأ أو زلل أو نسيان ، فقاد أمة ونشرها واستنكر لها بذكائه الذي حول من خلاله كثيرا من المواقف والمآزق التي وضع فيها إلى نصر مبين ، فهل آتاكم نبأ شعب أبي طالب ، كيف تغلب النبي على هذه المحنة ، هل آتاكم نبأ بدر وأحد والخندق ومؤتة وغيرها.
أم هل آتاكم نبأ صلح الحديبية ، أنظروا إلى تعامله مع شروط الصلح ولماذا قبلها وأحدها أن يرد من يأتيه مسلما وألا يردوا من يأتيهم ، أي ذكاء هذا ، نعم قبله لأنه عقلا من ذاق حلاوة الإسلام لا يعود إلى الكفر أبدا.
أنظروا إلي ذكاءه يوم فتح مكة ، ما تظنون أني فاعل بكم ، قالوا أخ كريم ابن أخ كريم، كان فى استطاعته بعد كل ما فعلوه معه ومع الصحابة أن يقتلهم جميعا ، لكن قال اذهبوا فأنتم الطلقاء ، النتيجة دخولهم جميعا الإسلام ، ماذا كان سيستفيد من قتلهم ، نفوس قتلت وتفلتت من بين يديه ودخلت النار.
أنظروا إلى فطنته في تواضع أمام الله تعالى ، حينما قال ربي كيف أرضى وواحد من أمتي فى النار ، فيقول الله لو أردت أن أكل لك حسابهم لفعلت ، وهنا ينطق ذكاؤه من الذي وهبه الفطنة لا يا ربي أنت أرحم بهم مني وهذه كياسة من النبي صلى الله عليه وسلم.
ومواقفه كثيرة صلى الله عليه وسلم ، وتجليات كياسته وفطنته كثيرة.
ثم صحابته رضى الله عنهم بعد وفاته ، انظروا إلى الصديق عندما أعلن نبأ وفاته ، ظهرت حكمته وكياسته ونطق لسانه بكلمات خلدها التاريخ.
وها هو ابن الخطاب وذكاءه وخططه العسكرية التي فتح بها حصون محصنة كانت مغلقة ، ثم كياسته وفطنته في الأزمة الإقتصادية التي ضربت البلاد وكيف تغلب عليها ، وأيضا ها هو خالد بن الوليد سيف الله المسلول وذكاءه عندما طلب منه عمر بن الخطاب أن يترك قيادة الجيوش ويعود إلى الصفوف جندي مقاتل.
ولن في علي بن ابي طالب المثل الأعلى في الذكاء ووأد فتنة الخوارج ، وعثمان وطلحة والزبير وبلال والعباس.
أليسوا جميعا ضربوا أروع الأمثلة في الذكاء الفطري.
أليس هؤلاء تربوا في مدرسة ربانية أسسها المعصوم صلى الله عليه وسلم.
وأنتم يا قادتنا أيدكم الله وسدد خطاكم ، همومكم كثيرة ، على عواتقكم مسؤوليات جسام، أزمات إقتصادية طاحنة، مؤمرات تدبر، قضايا كثيرة تحاولون التصدي لها.
تسلحوا بالإيمان وتذرعوا بالصبر، واجعلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوة لكم وسيروا على نهجه ومنهاجه وطريقه القويم، ولا تهنوا ولا تحزنوا، واعلموا أن الله معكم ولن يتركم أعمالكم ولن يضيعها سدى.
ربي اعن القائد وانصر الأمة.
أستاذ ورئيس قسم الفلسفة بآداب حلوان.