الخميس 10 أكتوبر 2024 08:56 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

الكاتب والإعلامي رزق جهادى يكتب..تمتمة سياسية بمصالح إقتصادية

الكاتب الكبير رزق جهادى
الكاتب الكبير رزق جهادى

الكاتب والإعلامي رزق جهادى يكتب..تمتمة سياسية بمصالح إقتصادية
عزيزي القارئ إن العالم كله يدور من حولك وأنت مازلت جالس مكانك تسأل نفسك :-
لماذا تحدث تلك الحروب من حولنا ؟ ولماذا كل هذا القتل والدمار ؟ ألهذا الحد تستباح النفس البشرية..!
أتستحق الدنيا كل هذا العناء..! أم أن هؤلاء بشر من جنس غير جنسنا البشرى ..!
يا من تريد فهم ما يحدث من حولك من صراعات سياسية وعسكرية وما هي أسباب حدوثها عليك أن تسأل نفسك أولاً ماذا لو كنت مكان الظالم أو المظلوم ، القاتل أو المقتول ؟دعنى أخبرك متى تكون ظالماً ومتى تكون مظلوم ثم تتطور المسألة إلى قاتل أو مقتول..!
بداية إن حالة الظلم دائما ما تقترن بتوافر القوة السياسية والعسكرية لدى طرف دون أخر فيصيب الأول الغرور والإغترار بتلك القوة التى تدفعه إلى إنتهاك حقوق الطرف الأضعف الذى بدوره يتحول إلى مظلوم فى ظل صمت الجميع ، ثم يغتر أكثر وأكثر ليكون قاتلاً ويكون الأخر مقتول .
فإمتلاك القوة قد يصيبك بالغرور وإياك ثم إياك والغرور لأنه سيحولك إلى ظالم ثم قاتل أو مقتول ، ذلك ما يحدث من حولك عزيزي القارئ فهناك دولا إغترت بعظم قوتها العسكرية ونفوذها السياسية على باقى دول العالم وتسأسد على البقية من الدول النامية وأشباه الدول ، وتكون مثل الحاكم بأمره فمن ترضى عنها تمنحه أموالاً وقروضا ومن تغضب عليه تنذره بالحروب ، أنظر من حولك على فلسطين وماذا يحدث فيها وأنظر إلى أوكرانيا وما يجرى فيها وإنظر إلى حال باقى دول العالم ما بين متمتع بالشجاعة ليقول لا ومنهم من لا يملك من أمره شئ فيضطر إلى الإلتجاء للطرف الأقوى ويحتمى فيها .
وإرجع معى قليلا عزيزي القارئ وإسألك نفسك سؤالا أليس المصلحة المادية هى الدافع الأقوى لديك التى تحركك ؟ كذلك هو حال الدول فإن الذى يحركها هو العائد والجدوى الإقتصادية فلا صراع سياسي أو عسكرى من دون عائد اقتصادي ، فإذا نظرت إلى الحرب الدائرة في فلسطين والعدوان الصهيونى الأمريكى عليها غرضه الوحيد هو الإستئثار بموارد الدولة الفلسطينية من أراضى ونفط وغاز بالبحر المتوسط ، وإذا نظرت إلى أوكرانيا فإن غرض الروس في المقام الأول استعادة أراضيها إبان الأمبراطورية الروسية ومن بعدها الإتحاد السوفيتي ناهيك أنها تقدر الأراضي التى إستولت عليها من أوكرانيا حتى الآن بما تحتويه من ثروات طبيعية حديد وزنك وأراضي خصبة بعدد كبير من تريليونات الدولارات .
-فى النهاية :-
عليك أن تعى عزيزي القارئ :-
١- أن السياسية ما هى إلا حلقة من حلقات الإقتصاد .
٢- أن الأطماع الإقتصادية هى التى تشعل الحروب .
٣- أن الأمم القوية لا تعترف بالعاطفة حتى وإن إدعت دعم حقوق الإنسان كذباً و زورا .
٤- أن درء ظلم الظالم عن المظلوم لا يتم بالعاطفة والنحيب و إنما بإستعراض القدرة والقوة في الوقت الذي تريد .
ذلك ما نعيه جيداً وتنعم به مصر الأن .