الكاتب الكبير عصام أبوبكر يكتب : إسرائيل..ومجزرة الفالوجا وتهجير الفلسطينيين
الجارديان المصريةارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي، مجزرة شنيعة باستهدافه مدرسة الفالوجا في جباليا شمالي قطاع غزة والتي تؤوي آلاف النازحين وارتفع عدد شهداء قصف الاحتلال الإسرائيلي مدرسة تؤوي نازحين في جباليا وسط قطاع غزة، ظهر يوم الخميس، إلى 15 شهيدا، والعدد مرشح للارتفاع
وكانت كشفت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) عن تدمير جيش الاحتلال نحو 190 مدرسة ومركزا للإيواء كليا أو جزئيا، نتيجة الضربات الإسرائيلية بمختلف أنحاء قطاع غزة، منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر الماضي.
كما قتل أكثر من 530 نازحا في مراكز إيواء الأونروا، إضافة لـ195 من موظفي الوكالة حتى الآن، كما أعلن المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان ، عن قصف الاحتلال الإسرائيلي لـ 16 مدرسة إيواء في غزة خلال شهر واحد
السؤال الذي يطرح نفسه لماذا تقوم أسرائيل بقصف مراكز الإيواء في غزة ..؟؟ بالرغم من أنها مراكز أيواء معتمده من الأمم المتحده تؤوي مدنيين عزل هدمت بيوتهم وهربوا من جحيم الحرب الي مكان يفترض أنه أمن وفقا للاتفاقيات الدوليه والأمم المتحدة التي تحرم علي الجيوش قصف هذه الأماكن أثناء الحروب باعتبارها أماكن أمنه لايواء المدنيين ،كما أن هذه الأماكن لا يوجد بها أي نشاط عسكري أو عسكريين من حماس يمكن أن يسببوا ضررا أو مقاومة والكيان الصهيوني يعلم ذلك ،وقد أعلنت منظمة الأمم المتحده للطفولة "اليونسيف" أن أكثر من نصف المدارس المستخدمة لايواء النازحين في غزة تعرضت للقصف فهل تحتاج أسرائيل لقصف مراكز الايواء في غزة وماذا تريد من قصفها ..؟؟
بالتأكيد لا وإنما تحتاج إلى إجبار الفلسطينين على الخروج من غزة ومنع إعادة توطينهم فيها أو محاولتهم إعادة ترميم بيوتهم وجراحهم والخروج من غزة نهائيا والتهجير منها وهذا هو الهدف الرئيسي من حرب غزه تدمير غزة وتهجير سكانها فغزة سيتم تفريغها بالكامل من سكانها علي مدي سنوات عن طريق التهجير إما القسري أو الطوعي ،وسيتم ذلك في صمت وبعيدا عن الإعلام فيما يطلق عليه " الحرب الصامته"
فغزة الان أصبحت مكان غير صالح للعيش، و أكثر من ٨٠ بالمائه من بيوت غزه قد دمرت بالكامل وأحياء سكنية أزيلت عن بكرة أبيها ومدن بكاملها تم محوها وأصبحت غير صالحه للعيش فيها، وبقي الهدف الثاني والأهم وهو تهجير سكان غزة ومنعهم من البقاء في غزة لذلك تقصفهم في مراكز الايواء والخيام لينهكوا أكثر وأكثر ويقررو الخروج من غزة و تدفعهم مرارا للنزوح نحو البحر ونحو الحدود ونحو الميناء ونحو المعابر للفرار من جحيم القصف الذي طال كل مكان وأصبح كل مكان في غزة غير أمن ،هذا ما تريده أسرائيل من قصف مراكز الإيواء في غزة هو إرسال رسالة مخضبة بالدماء الي الفلسطينين مفادها أن لا مكان لكم أمن في غزة وأن عليكم إما التهجير وترك غزةوإما القصف و القتل .
أما بالنسبة لما تبقى من مبان في غزة فأعتقد أنه سيتم هدمها وهي خالية، لأن الهدف هو مسح المكان ومعالمه بالكامل، فهذه حرب تدمير وتهجير لقطاع غزة بالكامل و إعادة اعداد قطاع غزة من جديد بمواصفات جديدة ورؤية مستقبلية مختلفة وتسليمه الي امريكا، ، وعليه من المفترض أن لا يبقى الغزي أو الفلسطيني في غزة وأن لا يجد مكانا امنا في غزة أو أن يفكر في إعادة بناء مكانة
وأما عن تصريح رئيس السلطه الفلسطينية محمود عباس أبو مازن عن نيتة زيارة غزة فهي تصريحات للاعلام الهدف منها مخاطبة العقول الساذجة وايهامها بما تريد سماعه وقد قال مسؤول كبير في السلطة الفلسطينية لـ يديعوت أحرونوت "الهدف من تصريح رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن بأنه "سيزور قطاع غزة" هو أن الحل الوحيد هو سيطرة السلطة الفلسطينية على قطاع غزة ولم يقصد أبومازن الزيارة الفعلية
فالرئيس محمود عباس لا يصرح بشيئ دون موافقة امريكا وإسرائيل فقد يكون التصريح ضمن اللعبة الأمريكية الأسرائيليه لإيهام الشعب الفلسطيني أن إسرائيل لن تحتل غزة وانها لا تنوي تهجير الفلسطينيين، ولكن الحقيقيه غير ذلك وأن غزة سوف يتم تسليمها لامريكا وسيتم تهجير الفلسطينيين بشكل طوعي وعلى مراحل وأصبحت الدول جاهزة لاستقبالهم، فدخول محمود عباس الى غزة قد يكون غطاء لتشريع فتح معابر التهجير وبما أن مصر لا تنوي فتح أبوابها للفلسطينين المهجرين فقد تقوم أمريكا بتهجيرهم بطرق أخري مثل الميناء أو عبر المطارات أو معابر أخرى الي دول اخري ولكنها تحتاج الي غطاء فلسطيني وابومازن قد يكون هذا الغطاء .
ولا يعني ذلك أنه سيكون هناك سلطة فلسطينية في غزة فالسلطه الفلسطينية بدورها السياسي قد أنتهت في غزة ولكن سيكون هناك إدارة مؤسسات فلسطينية وأمن فلسطيني مساعد للقوات الدولية متعددة الجنسيات وكل ذلك مؤقت لحين ترتيب المرحلة الانتقالية ،وستعمل مؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني في الضفة الغربية بقوة في غزة بالإضافة إلى المؤسسات الاقتصادية ولكن لا عودة لغزة الفلسطينية ولا حكم فلسطيني بها ،
وبصمت وبعد سنوات ستكون غزة خالية من الفلسطينيين فيما يطلق عليها " الحرب الصامته " وتهيئتها لتكون قاعدة عسكرية لأمريكا في الشرق الأوسط وهذه أخطر مرحله،ولن يكون هناك حكم فلسطيني في غزة وانما مرحلة انتقالية تستخدم فيها السلطة الفلسطينية للمساعدة في إدارة السكان بشكل مؤقت، هذا هو المخطط فهدف هذه الحرب هو إنهاء الوجود الفلسطيني في غزة وانهاء فكرة الدولة الفلسطينية وهيمنة اسرائيل بالمطلق على الضفة الغربية
أما بالنسبة للضفة الغربية ستقوم إسرائيل بتدمير المخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية والهدف هو إنهاء فكرة حق العودة للفلسطينيين، وسيكون تدمير مؤسسة الأونروا جزءا من ذلك المخطط حيث تعتبر إسرائيل أن المخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية بؤرة خصبة لإنتاج النضال الفلسطيني والمقاومة ضدها ، وبالتالي سيكون هدفها تدمير المخيمات بحيث تصبح غير قابلة للحياة لتفتيت هذه القوة التي تتغلغل داخل المخيمات، وتستطيع الهيمنة على عقول الشباب وتجنيدهم، ومع وجود ما يزيد عن 800 ألف مستوطن في الضفة الغربية فإن فكرة إنهاء المخيمات الفلسطينية أصبحت مطلبا ملحا لدي الكيان الصهيونى التي تريد إنهاء وجود الفلسطينين بصفة عامة داخل اسرائيل
لذلك تقوم قوات الاحتلال بتحريض المستوطنين المجرمين على الهجوم علي القرى الفلسطينية في الضفة الغربية، فهؤلاء المستوطنين تربوا في حظائر الإرهاب البشري ومهمتهم الأساسية التكاثر والاستيطان في الضفة الغربية وهم خطر علي الفلسطينيين المقيمين بالضفة وسيتم السماح لهم بالانتقال و بقائهم في الضفة الغربية لترويع الفلسطينين في القرى الفلسطينية وتهديد امنهم لمنع التمدد العمراني في القرى الفلسطينية، ونزوح سكانها نحو المدن الفلسطينية ليزداد الاستيطان في أراضي القرى الفلسطينية وفي محيط المدن الفلسطينية، وبعدها سوف تحقق اسرائيل هيمنتها بشكل مطلق علي الضفة الغربية بعدما تكون قد أنتهت من غزة