طارق محمد حسين يكتب : خط بارليف وعبقرية( باقي إبراهيم).
الجارديان المصريةاثبتت حرب أكتوبر أن المقاتل المصري ليس فقط شجاع وجسور بل عبقري ملهم، واليوم ومصر تحتفل بالذكرى الـ ٥١ لنصر حرب أكتوبر ١٩٧٣ ، والذي نجح فيه أبطال القوات المسلحة في تحرير سيناء والضفة الشرقية وكامل التراب المصري من الاحتلال الإسرائيلي، وكانت إحدى البطولات العبقرية التي قام بها الجيش المصري في خضم الحرب ومازال يتحاكى بها العالم هي تحطيم خط بارليف باستخدام مدافع المياه ، إن العقيدة القتالية لجميع الجنود والضباط المصريين كانت تتسم بروح التحدي والقتال رغبة في الثأر واستعادة أرض سيناء، فعندما صدرت تعليمات بعبور خط بارليف وعبور قناة السويس في مايو ١٩٦٩ ، كانت الأزمة الكبرى حينها التغلب على الساتر الترابي المنيع الذي صنعته إسرائيل واطلقت عليه اسم خط بارليف ،وهو سلسلة من التحصينات الدفاعية التي كانت تمتد على طول الساحل الشرقي لقناة السويس، بُني خط بارليف من قبل إسرائيل بعد احتلالها لسيناء بعد حرب ١٩٦٧ ، كان الهدف الأساسي من بناء الخط هو تأمين وتحصين خطوط دفاعاتها على طول الضفة الشرقية لقناة السويس ومنع عبور أي قوات مصرية إليها ، وكان يتراوح ارتفاع هذا الساتر الترابي بين ٢٠ إلى ٢٢ متراً، ويضم ٢٢ نقطة حصينة، وحول كل نقطة حقول ألغام وخنادق، وأسلاك شائكة وعشرات الغرف المحصنة تحت الأرض، مما يعني صعوبة او استحالة اجتياز هذا المانع الصعب بالآلات والمعدات ، لكن العبقرية المصرية لا تعرف المستحيل، وقفتنا اليوم مع عبقري من عباقرة القوات المسلحة المصرية، إنه اللواء( باقي زكي يوسف ( رئيس فرع المركبات بالجيش الثالث الميداني أثناء حرب أكتوبر، وصاحب فكرة استخدام ضغط المياه لأحداث ثغرات في الساتر الترابي المعروف بخط بارليف ، وتم تنفيذها بنجاح في حرب أكتوبر عام ١٩٧٣ ،هذه الفكرة العبقرية البسيطة التي اذهلت العدو وكل الخبراء العسكريين حول العالم ، والتي كانت مفتاح النصر فاستطاعت القوات المدرعة العبور للضفة الشرقية علي الكباري العائمة ، ومن خلال الثغرات التي تم فتحها في الساتر الترابي، لتنطلق القوات وتندفع في عمق سيناء ، وقد تم تسجيل الفكرة باسمه لحفظ حقوقه المعنوية، وقد اقتبس اللواء زكي فكرة تحطيم خط بارليف من عمله في مشروع إنشاء السد العالي، إذ لاحظ تجريف عدة جبال من الأتربة والرمال بمضخات المياه أثناء عمله في مشروع السد، فقدم فكرته أثناء احدي الاجتماعات لقادة القوات المسلحة، وتم رفع الفكرة لأعلى القيادات التي أمرت بتجربة الفكرة ، والتي تمت تجربتها في سبتمبر عام ١٩٦٩ ، يُذكر أن اللواء باقي زكى يوسف ولد في ٢٣ يوليو ١٩٣١ ، وتخرج من كلية الهندسة جامعة عين شمس قسم ميكانيكا عام ١٩٥٤ ، ثم تقدم للالتحاق بالقوات المسلحة عام ١٩٦٤ ، وعمل في المشروع القومي لبناء السد العالي، وتولي بعد هزيمة ١٩٦٧ رئاسة فرع مركبات الفرقة ١٩ مشاة غرب قناة السويس في نطاق الجيش الثالث الميداني برتبة «مقدم»، وتقديرًا لدوره في حرب أكتوبر حصل على نوط الجمهورية العسكري عام ١٩٧٤ ، ومنح وسام الجمهورية عام ١٩٨٤ ، وفي ٢٣ يونيو ٢٠١٨ توفى اللواء زكي باقي يوسف، وأقيمت له جنازة عسكرية، وخُلّد اسمه بإنشاء نفق اللواء( باقي زكي يوسف ) بمنطقة التجمع الخامس في القاهرة الجديدة ،رحم الله البطل المصري العبقري وكل الأبطال الذين سطروا أسمائهم بحروف من نور في ميدان الشرف والبطولة .