شحاته زكريا يكتب : مصر في مواجهة العاصفة ..نموذج للوحدة والاستقرار في عالم متغير
الجارديان المصريةفي ظل عالم يموج بالتحولات والصراعات تتصدر مصر مشهدا فريدا كدولة صامدة أمام أعتى التحديات وسط محاولات القوى الكبرى لإعادة رسم الخرائط الجيوسياسية. منذ اندلاع الحرب الأوكرانية عام 2022.ومع اشتداد الصراعات في الشرق الأوسط باتت الدول محكومة بمنطق المصالح الاقتصادية والسياسية ، متجاوزة أي اعتبار أيديولوجي. ورغم هذه التعقيدات استطاعت مصر أن تحافظ على ثباتها مشكّلة استثناءً في منطقة تعصف بها الأزمات.
الصراعات الحديثة أصبحت أكثر تعقيدا حيث لم تعد مواجهة بين دول أو أيديولوجيات تقليدية، بل صراع مصالح تديره قوى كبرى عبر أدوات جديدة. من سوريا التي تحولت إلى ساحة للفوضى المنظمة ، إلى أوكرانيا التي أصبحت مسرحا لتحالفات براغماتية تجمع بين الأضداد يتجلى الاستخدام المزدوج للإسلام السياسي والفصائل المسلحة كأدوات لتحقيق النفوذ. الجماعات الجهادية التي طالما ارتبطت بمفاهيم الإرهاب في الخطاب الغربي باتت تُوظف بشكل انتقائي لخدمة أهداف تتجاوز الانتماءات التقليدية.
تركيا بقيادة أردوغان كانت إحدى أبرز اللاعبين في هذا المشهد حيث تبنت استراتيجية مزدوجة جمعت بين دعم الجماعات المسلحة والانخراط في التحالفات الغربية. أما في الشمال السوري ، فقد تداخلت أجندات الأطراف الإقليمية والدولية مع محاولات لإعادة رسم خارطة النفوذ.ما يعكس صراعا أكبر بين روسيا وحلف الناتو. هذه الديناميكيات أكدت أن الشرق الأوسط لم يعد مجرد ساحة للصراعات المحلية بل أصبح جزءا من لعبة دولية أكبر تدور حول السيطرة والنفوذ.
وسط هذه الأجواء.تبرز مصر كحالة مميزة. فعلى الرغم من الضغوط الاقتصادية والتحديات الإقليمية ظلت متمسكة بمبادئها الرافضة لأي محاولات لتقسيم المنطقة أو إخضاعها. الخطوات التي اتخذتها القيادة المصرية لتطوير البنية التحتية وتحديث الجيش لم تكن مجرد مشاريع تنموية، بل رسائل واضحة تؤكد أن مصر تملك الإرادة والقوة لحماية سيادتها وتحقيق استقلالها في عالم يزداد اضطرابًا.
ورغم الحملات الإعلامية التي حاولت التشكيك في الإنجازات المصرية، نجح الشعب المصري في الحفاظ على وحدته، مؤكدًا قدرته على الصمود أمام محاولات بث الفوضى. هذا الصمود يعكس قوة التاريخ المصري الذي طالما جمع بين التنوع الثقافي والوحدة الوطنية ، ليصبح نموذجا يُحتذى في مواجهة الأزمات.
اليوم تتصاعد حدة الصراع الاقتصادي العالمي حيث تتنافس القوى الكبرى على الهيمنة على الموارد والأسواق. تهديدات فرض الرسوم الجمركية والتصعيد في الحرب الاقتصادية بين أمريكا والصين وروسيا لا تقل خطورة عن الصراعات العسكرية. ومع ذلك فإن قدرة مصر على الحفاظ على توازنها وسط هذه التحديات يؤكد أنها ليست مجرد دولة عابرة في هذا المشهد، بل لاعب أساسي يحمل راية الاستقرار في منطقة تعصف بها الفوضى.
في النهاية الصراع العالمي لم يعد مجرد مواجهة بين قوى متناحرة بل لعبة معقدة تستغل فيها كل الأدوات المتاحة لتحقيق النفوذ وبينما تسعى القوى الكبرى إلى تحقيق أهدافها بأي ثمن تبقى مصر نموذجا فريدا لوحدة الشعب وصلابة القيادة، حاملة رسالة واضحة بأن السيادة الوطنية ليست قابلة للمساومة وأن الاستقرار الحقيقي ينبع من إرادة الشعوب وقوة إرثها الحضاري.