د،فاروق دربالة يكتب : الرقص على إيقـــاع الصــورة ...(مقتطف)
أنا أبحث عن إيقاع الصورة ، وليس الصورة ، ولا يعنيني كثيرا الوقوف عند عقد المشابهات ، أو التقسيمات والتصورات التي يذهب إليها العقل بالطريقة المعتادة إزاءها ، أو حتى الصورة بمفهوما الحديث المتبادر، كما أن إيقاعها هنا لا يقصد به الإيقاع الصوتي الموسيقي فحسب ، بل يشمل التناغم على مستوى الحروف والكلمات ، ومعه إيقاع الصورة في داخلنا ، أي : ظلالها وحوارها ومشاكستها، وقدرتها على سكب الأنغام والتلاوين في الداخل ، أو توليد الدهشة والبهجة هناك في أغوارنا البعيدة .
ما أقصده هو ظلال الصورة وإيقاعها : رفرفتها، وزقزقتها، وحفيفها اللطيف الرهيف ، وانسيابها السلسبيل ، حلاوتها، وطلاوتها ، حضورها الساحر، بهاؤها ورواؤها حين تنسرب من العينين القارئتين ؛ لتنساب فيضًا وعافية في الوجدان ، وهي عذوبة تهمي ثم تسري، ثم تنداح في الحنايا والزوايا ، فيهمس الجمال ، وتورق الظلال ، وعند هذا الحد فإن النفس تخلو إلى نفسها ، تناجي ، وتتوسل ، وتتغزل ، في حضرة الشعر فحسب ، وليس في حضرة أي شيء من خارجه أو من خارجها ؛ إنها المتعة التي أحياها الآن ؛ والتي ستبقى معي على مدار تلك المعالجة الجمالية، لا تتغيا سواى ولا أتعشق سواها.
إنَّ الهدف الأول لديَّ هو القراءة الموازية التي تخاصر النص، وترقص معه ، فيزهر ويثمر بين أيدينا ؛ بينما تنساب الحروف هنا في محاولة ممتعة ؛ ليتوازى إبداعيا كل ما يتناسل عبر صفحاتي من الكلمات مع أخواتهن في ضمير القصائد القارة هناك ، ضمن ذلك المحصول الحضاري الذي تركه نزار الشاعر المجدد، والمتخطي ، والعاشق لفنه ، والمتصادم مع كل معطوب ومكرور، وقد ترك كلماته في فضاء الورق ، كما شدا بها في الأماسي والمحافل ، فعاشت معنا حية نابضة ،ليستمتع بها الناس – على تباين مستوياتهم، واختلاف ثقافاتهم وأذواقهم – وقد سبقهم من استشهدوا بها في أحاديثهم واجتماعياتهم ومواقفهم، أو تركوها على وسائد حبيباتهم ، وتأوهت بها قلوب العاشقين والعاشقات على مدى وسيع من الجغرافيا والتاريخ ، وتغنى بها المغنون وأمتعوا وأبدعوا ، كما لم يحدث مع شاعر عربي من قبل أو من بعد.
كل تلك الفرادة الشعرية دون أن يلتحم أحد بالصورة ، أو يغازلها بما يليق بها ولها ، أو يلج عوالمها المسحورة على نحو جديد فريد، لينطرح فيها فيسكنها وتسكنه ، ليذوق عُسَيلَتها، دون أن يبتغي من وراء ذلك شيئا أو أحدا ، سوى المتعة الروحية الخالصة ، وما أحاوله هنا هو ذلك التلاحم الوفيِّ السَّخيِّ ، الذي يريد أن يجعل الكتابة عن جمال البوح الشعري نوعا من جمال البوح الانطباعي ولا شيء غير.!












بأمر المحكمة،..انتخابات نادى الزهور في موعدها وقبول ترشح محمد الدمرداش
القبض على 11 متهمًا باستغلال الأطفال في التسول بالقاهرة والجيزة
اليوم.. أولى جلسات محاكمة الفنان فادي خفاجة بتهمة سب وقذف مجدي كامل
حريق يلتهم مطعم داخل نادى المعادي (صور)
أسعار الدولار أمام الجنيه اليوم الاثنين في مصر
أسعار الذهب في مصر اليوم الأحد 19 أكتوبر 2025
سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الأحد 19 أكتوبر 2025
أسعار الذهب اليوم السبت 18 أكتوبر 2025