الثلاثاء 13 مايو 2025 06:48 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

خارج الحدود

لبيد يهاجم سياسة نتنياهو في قطاع غزة ويصفها بالفاشلة والمُربكة داخليًا وخارجيًا

زعيم المعارضة الإسرائيلية: حكومة نتنياهو عاجزة عن إدارة غزة.. والهدف من الحرب غير واضح

بنيامين نتنياهو
بنيامين نتنياهو

في تصعيد جديد للخلافات السياسية داخل الساحة الإسرائيلية، شن **يائير لبيد**، زعيم المعارضة الإسرائيلية، هجومًا حادًا على الحكومة الحالية برئاسة **بنيامين نتنياهو**، متهمًا إياها بعدم القدرة على إدارة الأوضاع في قطاع غزة، واصفًا سياستها في القطاع بأنها **"فوضوية"** وتفتقر إلى الرؤية الاستراتيجية الواضحة.

وقال لبيد، في تصريحات نقلتها صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، إن **حكومة نتنياهو ليست مؤهلة لإدارة ملف غزة**، مشيرًا إلى أن الوعود التي أطلقها رئيس الوزراء الإسرائيلي في ديسمبر 2023 بشأن اقتراب النصر العسكري لم تترجم إلى أي نتائج عملية، بل جاءت الحملة العسكرية الحالية لتؤكد فشله في وضع استراتيجية واضحة المعالم تحدد الأهداف والآليات لتحقيقها.

وأضاف لبيد:
> "نتنياهو قال قبل أكثر من عام إن النصر قريب، واليوم نحن نعود لنفس الدائرة، دون أن يفهم أحد ما هو الهدف الحقيقي من استمرار العمليات العسكرية في خان يونس ورفح ومناطق أخرى في وسط قطاع غزة".

وأشار زعيم المعارضة إلى أن **الضغط العسكري المستمر على قطاع غزة** لم يؤدِّ إلى تحقيق المكاسب الأمنية المرجوة، بل كان له تداعيات كارثية، من بينها **مقتل عدد من المختطفين خلال عمليات الاختراق والاقتحامات**، وهو أمر وصفه بأنه "مخزٍ" ويطرح أسئلة صعبة حول كفاءة التخطيط العسكري والاستخباري.

وأكد لبيد أن هناك **مقترحات مطروحة يمكن أن تقود إلى توصل طرفي النزاع إلى اتفاق**، إذا توفرت الإرادة السياسية، معتبرًا أن تعطيل الحلول الدبلوماسية باسم "الأمن" يضر بمصالح الدولة العميقة في إسرائيل، ويهدد بتعميق الجمود السياسي والأمني في المنطقة.

---

### **اتهامات متبادلة داخل البيت السياسي الإسرائيلي**

وجاءت تصريحات لبيد في ظل تصاعد التوترات الداخلية بين القوى السياسية في إسرائيل، خاصة بعد طرح مقترح يتعلق **بتقسيم المهام بين المستشار القضائي للحكومة والنائب العام**، وهو ما اعتبره لبيد محاولة واضحة لـ **إسقاط ملف محاكمة نتنياهو** في قضايا الفساد التي تلاحقه منذ سنوات.

واعتبر لبيد أن هذا المقترح يمثل **تعديًا خطيرًا على استقلال الجهاز القضائي**، ويهدد بتقويض المؤسسات الديمقراطية في إسرائيل، مضيفًا أن الشعب الإسرائيلي لا يحتاج إلى المزيد من المعارك الداخلية، بل إلى قيادة قادرة على تقديم حلول حقيقية للأزمات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية المتصاعدة.

---

### **أزمة الثقة تتسع بين الحكومة والشارع الإسرائيلي**

تأتي هذه التصريحات في وقت يتزايد فيه **فقدان الشارع الإسرائيلي الثقة في قدرة الحكومة على إنهاء الصراع مع الفلسطينيين**، واستعادة الأمن والاستقرار على الجبهة الجنوبية. وتشير العديد من استطلاعات الرأي المحلية إلى أن نسبة كبيرة من المواطنين الإسرائيليين تعتبر أن العملية العسكرية في قطاع غزة **لم تحقق أهدافها الأمنية الرئيسية**، وأن الخسائر البشرية والمادية كانت أكبر مما توقعه الجيش والقيادة السياسية.

ويواجه نتنياهو ضغوطًا داخلية متزايدة من عدة جهات، بما في ذلك قيادات عسكرية سابقة وشخصيات أمنية بارزة، التي حذرت من أن **استمرار العمليات بدون رؤية سياسية شاملة قد يؤدي إلى مأزق استراتيجي** لا يمكن تجاوزه بسهولة.

---

### **الانقسام السياسي يهدد مستقبل الائتلاف الحكومي**

وبدأت بوادر **أزمة جديدة داخل الائتلاف الحاكم** تلوح في الأفق، حيث أعرب بعض النواب المنتمون للأحزاب الداعمة للحكومة عن تخوفاتهم من المسار الحالي الذي تسير عليه السياسة الخارجية والأمنية، داعين إلى إعادة النظر في الخيارات المطروحة، والتفكير بجدية في بدائل تفضي إلى **وقف إطلاق النار وفتح المجال أمام حلول دبلوماسية**.

ويأتي هذا في وقت تشير فيه التقارير الدولية إلى **جهود مصرية وأممية مكثفة لوضع إطار مبدئي لتسوية الوضع الإنساني في قطاع غزة**، إلا أن عدم وجود موقف موحد داخل الحكومة الإسرائيلية يُعقد من فرص التقدم في هذا الاتجاه.

---

### **لماذا يثير لبيد الجدل الآن؟**

يعتقد مراقبون أن لبيد يحاول استغلال **الظرف الدقيق الذي تمر به الحكومة الإسرائيلية** داخليًا وخارجيًا، لتعزيز موقعه السياسي وبناء زخم شعبي جديد يعزز من حظوظه في الانتخابات القادمة، خاصة بعد تراجع شعبيته في الأشهر الماضية.

ويرى محللون أن تصريحات لبيد، سواء من حيث الشكل أو المضمون، تُعد جزءًا من **حملة سياسية أوسع تستهدف تشويه صورة نتنياهو وإظهاره كقائد عاجز** عن إدارة الأزمات الكبرى، لكنها أيضًا تعكس **قلقًا حقيقيًا لدى قطاعات واسعة داخل الطبقة السياسية والمجتمع المدني الإسرائيلي** إزاء المستقبل غير الواضح لملف غزة.

---

### **ما القادم؟**

من المنتظر أن تشهد الأيام القادمة **تصعيدًا سياسيًا داخليًا في إسرائيل**، خاصة إذا استمرت التعثرات العسكرية والانتقادات الدولية، في حين تبقى **الجهود الإقليمية والدولية لاحتواء الأزمة** في مهب الريح طالما لم يتم الاتفاق على إطار عمل واضح وموحد.

وفي الوقت الذي تستمر فيه **الانقسامات داخل الكيان الإسرائيلي حول كيفية التعامل مع غزة**، تظل المنطقة كلها في حالة ترقب لما ستؤول إليه الأمور، خاصة مع تصاعد حدة التوترات في أكثر من جبهة.

---

بنيامين نتنياهو غزه حرب حماس الاحتلال قصف