مصر ترحب بإعلان باكستان وأفغانستان التزامهما بوقف إطلاق النار على الحدود المشتركة

أعربت جمهورية مصر العربية عن ترحيبها البالغ بإعلان كل من جمهورية باكستان الإسلامية وطالبان في أفغانستان التزامهما بوقف إطلاق النار على طول الحدود المشتركة بين البلدين، مؤكدة أن هذا الاتفاق يُعد خطوة إيجابية نحو استعادة الاستقرار في منطقة جنوب آسيا، ويعكس حرص الأطراف المعنية على تجنيب شعوبها ويلات الحرب والدمار.

وجاء في بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية أن القاهرة تشجع أي جهود تهدف إلى تحقيق السلام والأمن في أفغانستان وباكستان، وتعمل على تعزيز الحوار بين جميع الأطراف كسبيل وحيد لحل الإشكاليات السياسية والأمنية القائمة. وأشار البيان إلى أن مصر تتابع عن كثب تطورات الوضع في المنطقة، وتؤكد دعمها الكامل لأي مبادرات تهدف إلى تهدئة التوترات وبناء الثقة بين الجارتين.

ويأتي هذا الترحيب المصري في ظل تصاعد التوترات بين باكستان وأفغانستان خلال الأشهر الماضية، نتيجة اتهامات متبادلة بدعم الجماعات المسلحة عبر الحدود، وشن عمليات عسكرية متكررة أدت إلى تفاقم الوضع الإنساني في بعض المناطق الحدودية. وقد أسفرت هذه التصعيدات عن نزوح مئات العائلات من الجانبين، فضلاً عن تدمير العديد من البنية التحتية الأساسية.

وأشارت المصادر الدبلوماسية إلى أن مصر، بفضل موقعها المحوري وعلاقاتها التاريخية مع مختلف الأطراف في المنطقة، تلعب دوراً بناءً في دفع عملية السلام والاستقرار في أفغانستان، خاصة بعدما أصبحت الدولة الوحيدة تقريباً التي تحتفظ بعلاقات رسمية مع كل من طالبان وبعض القوى المعارضة داخل البلاد. وأكدت أن مصر مستمرة في تقديم المساعدات الإنسانية للشعب الأفغاني عبر القنوات الدبلوماسية والمنظمات الدولية.

كما أشادت الخارجية المصرية بدور الوسطاء الإقليميين والدوليين الذين ساهموا في الوصول إلى هذا الاتفاق، وخاصة الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي، مؤكدة أن مثل هذه الجهود تُعد ضرورية لتجنب المزيد من التصعيد وفتح المجال أمام الحلول السياسية المستدامة.

واعتبر خبراء العلاقات الدولية أن موافقة كابل وإسلام آباد على وقف إطلاق النار تمثل اختباراً حقيقياً لإرادة السلام لدى الطرفين، مشيرين إلى أن استمرار تنفيذ الاتفاق يتطلب وجود آليات رقابة وتفتيش دولية، بالإضافة إلى ضمانات واضحة من المجتمع الدولي لمنع أي انتهاكات محتملة.

وأكدت مصر أن استقرار أفغانستان وباكستان لا يخدم فقط شعبي البلدين، بل يؤثر بشكل مباشر على الأمن الإقليمي والدولي، ويحد من انتشار الإرهاب والمخدرات الذي يمثل تهديداً قائماً على المستوى العالمي. ولفتت إلى أنها ستواصل دعمها للجهود الرامية إلى تعزيز الحوار بين الأطراف، وتقديم كل ما يلزم من مساعدات إنسانية وإغاثية لتحسين الظروف المعيشية للسكان المتضررين.

وفي الختام، أعربت مصر عن أملها في أن يكون هذا الاتفاق بداية حقيقية لمرحلة جديدة من السلام والتعاون بين الدولتين الجارتين، وأن تتحول الحدود المشتركة من مناطق نزاع إلى مناطق تعاون اقتصادي وتنموي يخدم الشعوب ويوفر فرصاً للتقدم والرفاه.