المستشار إحمد النجار يكتب: استفزاز


مشهد غريب لوزير الأوقاف فى اندونيسيا وهو محمولا على (محفة) تشبه كرسى كليوباترا ويستقر فوق أعناق الجماهير الحاشدة ...
وبعضهم يتزاحم لتقبيل حذائه ..
هذا المشهد الصادم كان فرعونيا بامتياز ..
اما المشهد الثانى فكان خلال استقباله ببهواحدى الجامعات ويتواجد الكثير من الأساتذة أو الطلبة فى استقباله ..
مراسم الاستقبال كانت صادمة هى الأخرى إذ كان قاسمها المشترك أن ينحنى الواحد منهم تلو الآخر ليطبع قبلة على يد الوزير الذى تتدلى يده بكل أريحية ليقبلها( المريد ) وكأنه واجب أو التزام أو طقس دينى ..
والحقيقة أن تصرف الوزير الأزهرى مرتديا زيه الدينى المتعارف عليه وهذه الخيلاء بما تنطوى عليه من الاستعلاء والزهو غير المفهوم وغير المبرر لايتناسب اطلاقا مع سمت ووقار رجل الدين وتواضعه ...
فضلا عن ذلك فإنه ايا كانت القناعات الشخصية لسالف الذكر بما تنطوى عليه من سلوكيات تزكى مظاهر الدروشة بما تحمله من أعراض الافورة؛
فإنه قد صار وزيرا؛
ومن ثم أصبح عنوانا للدولة وليس لشخصه؛
ومن هنا كان لابد من ضبط مفردات سلوكياته فى إجمالها من حيث الشكل والمضمون..
هذا الوزير يجسد واقع مصر المزركشة والمتدروشة حاليا ...
للاسف أنها فقدت بوصلة الحداثة لتضيع هويتها وتنطمس معالمها بين وزير يكايد ببقائه بموقعه حتى يموت أو نموت وبين وزير يتخذ سمتا تراثيا ويمارس سلوكا طقسيا يرتد بنا إلى أقاصى الأزمنة البائدة باعتباره دينا أو بالاصح اعتباره صحيح الدين ...
نناشدكم اعادة الهوية الوطنية..