وجيه الصقار يكتب : الشيوخ..النجاح قبل الانتخابات !


فوجئنا بقرار اعتماد مايسمى ب "قائمة وطنية موحدة" فى انتخابات الشيوخ التى ستبدأ 5 أغسطس المقبل وهذه القائمة ناجحة بالتزكية طبعا ودون منافس، لمجموعة فرضت نفسها "بالتسقية" مع مجلس هو عبء على الشعب والدولة، وهو بديل مجلس الشورى الذى كنا نسميه "مجلس الشوربة" مجلس الوجاهة فقط لخدمة أشخاص ومصالحهم، فليس بيده أى إجراء قانونى أو دستورى، ومع ذلك يستنفذ نحو 2 مليار جنيه فى الانتخابات ، وربما ضعفها فى الرواتب والامتيازات، تضيع كلها فى الهواء من شعب يعانى انيميا مالية واقتصادية حادة، يتسول رغيف العيش، بمعقد انتخابات وهمية، فالقائمة تضم مائة عضو ومثلهم بالتعيين، والباقون مائة مرسومون فى صفحة النتيجة، ليت تلك القضية، لكن المشكلة أن تكوين مايسمى "جبهة وطنية" هى تقسيمة غير وطنية بين الأحزاب، فلا معارضة ولا تعدد آراء بما يكسر أهداف الانتخابات، إذا كان مجلس "النوام" لم نر منه تصد لمعاناة الناس ولو شكليا، ماذا نتلقى من "الشوربة" لتقسيمة التوافق بينهم لكسر الانتخابات معًا ضمن قائمة واحدة، بدلاً من التنافس لخدمة المواطن. بشعار دعم الاستقرار، بتقديم مرشحين لم يخترهم الموطن بل اختاروا أنفسهم عن كل الدوائر، دون تنافس حزبي .** أرى أن نظام النجاح المسبق بالقائمة يحدّ من أهداف التعددية الحزبية. ويقتل روح المنافسة وينافي أسس الديمقراطية. إن العقلية التى أدارت فكرة القائمة لا يمكن أن تكون فى خدمة الوطن والمواطن، هى تقسيمة كعكة الوطن لمصالح أفراد دون منافسة، فهى مفروضة عليه فرضا، لا تسمى تلك انتخابات أبدا، عندما تُدار مركزيا دون مشاركة حقيقية أو اختيار حر للمواطن..! يذكرنى موقف عندما ذهب صديق لانتخابات وجد علامة على اسمه بأنه حضر من قبل قالوا له : "إحنا انتخبنا لك.. خلاص" هى الكارثة الديمقراطية، بل هى مصادرة لصوت الشعب وإرادته، ما لم يحدث فى تاريخ الانتخابات حتى أيام هتلر، وبمسمى شعار اختيار الكفاءة والخبرة، بل بتأسييس مقر مركزى، يتولى اختيار المرشحين والإشراف على الدعاية..أى دعاية وقد نجحتم ..! ليتولى حتى مرشح الفردى من المائة الباقون بعد الأغلبية المحسومة ** أقترح أن تريحونا وتريحوا الشعب باختيار الأعضاء الباقين، بدلا من تمثيلية محروقة ..فلا يذهب إلا أصحاب المصالح ومن يجبرون قسرا على الذهاب، ليزداد الناس غضبا عليكم، بعد أن وصلتم بنا إلى الحضيض بالأسعار والضرائب وسوء الخدمات لدرجة جعلت البعض يتمنى الهروب من مصر .. تبددون ماله وفى غير مصلحته وتقترضون باسمه ويسدد ديونكم ...منه لله اللى رجع مجلس "الشوربة" تانى.. وجوده خسارة وانتخاباته خسارة ..