ميلاد يونان يكتب : من يرد كرامة المستأجرين؟


بصوت يقطر وجعًا وحزنًا، هاتفني الأستاذ: فايق أمين ، ذلك الناشط الحقوقي المتحمس والمناضل الذي طالما أضاء الدروب بإسهاماته النبيلة لنصرة حقوق الإنسان، خاصة مستأجري الشقق بالقانون القديم. من نبرة صوته وكلماته شعرت بثقل مصيبة داهمته، فانقبض قلبي قلقًا وسألته بخوف: "ماذا حدث؟"
روى لي خطوطًا عريضة عما انتشر مؤخرًا على السوشيال ميديا، وحاولت مواساته، لكن الحيرة سبقت كلامي: "خفف عنك يا صديقي، ربما الحدث مبالغ فيه؟" ـ فردّ بصوت مكسور: "سأرسل لك الفيديو... وستعرف كل شيء."
ومن مكالمتنا والفيديو وجدت نفسي أمام مشهد صادم: شخص يدعى "مصطفى عبد الرحمن"، يزعم تمثيل الملاك، يتحدث بلغة لا صلة لها بأي قانون أو حوار مجتمعي. في الفيديو المتداول، قال بالحرف: "المستأجر هيدفع بالجزمة"، ووصف أحد ممثلي المستأجرين المحترمين والمرشحين لعضوية مجلس الشيوخ بأنه "صايع"، وسخر من مواطن يناشد الرئيس لحماية والدته المسنة، قائلاً: "يا عجل! يا طور!"
يا ترى: هل هذه لغة تبحث عن حل لقضية سكنية؟ أم تحريض صريح على الكراهية والانقسام الطبقي؟
هذا الشخص لم يكتفِ بالإهانة، بل لوّح بوجود "أدوات" و"علاقات" تمرر القانون بالقوة، وادّعى أنه يمثل "قوة فوق الدولة"، وهو تهديد صريح للأمن القومي والسلم المجتمعي.
هل أصبحنا نناقش قضايا الوطن بمنطق الترويع والإهانة؟ وهل يُقبل أن يُهان ملايين المستأجرين، بينهم أطباء وقضاة وأساتذة وضباط بهذه الطريقة السوقية؟
نطالب بـ:
1. فتح تحقيق عاجل مع هذا الشخص بسبب تصريحاته الخطيرة.
2. رد واضح من المجلس الأعلى للإعلام ضد هذا الانحدار في الخطاب.
3. تدخل رسمي من النيابة العامة باعتبار تصريحاته تحريضًا وتهديدًا.
الخلافات يا سادة تُحل بالقانون، لا بالجزمة.
الكرامة ليست طرفًا في أي تفاوض.
الدولة فوق الجميع.
والمستأجر مواطن محترم، وليس "صايعًا".
ــــ ناشط حقوق انسان ـــــــ