الأحد 20 يوليو 2025 03:55 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

‏ ميلاد يونان يكتب : من يرد كرامة المستأجرين؟

الكاتب الكبير ميلاد يونان
الكاتب الكبير ميلاد يونان

بصوت يقطر وجعًا وحزنًا، هاتفني الأستاذ: فايق أمين ، ذلك الناشط الحقوقي ‏المتحمس والمناضل الذي طالما أضاء الدروب بإسهاماته النبيلة لنصرة حقوق ‏الإنسان، خاصة مستأجري الشقق بالقانون القديم. من نبرة صوته وكلماته شعرت ‏بثقل مصيبة داهمته، فانقبض قلبي قلقًا وسألته بخوف: "ماذا حدث؟" ‏
روى لي خطوطًا عريضة عما انتشر مؤخرًا على السوشيال ميديا، وحاولت ‏مواساته، لكن الحيرة سبقت كلامي: "خفف عنك يا صديقي، ربما الحدث مبالغ فيه؟" ‏ـ فردّ بصوت مكسور: "سأرسل لك الفيديو... وستعرف كل شيء."‏

ومن مكالمتنا والفيديو وجدت نفسي أمام مشهد صادم: شخص يدعى "مصطفى عبد ‏الرحمن"، يزعم تمثيل الملاك، يتحدث بلغة لا صلة لها بأي قانون أو حوار ‏مجتمعي. في الفيديو المتداول، قال بالحرف: "المستأجر هيدفع بالجزمة"، ووصف ‏أحد ممثلي المستأجرين المحترمين والمرشحين لعضوية مجلس الشيوخ بأنه ‏‏"صايع"، وسخر من مواطن يناشد الرئيس لحماية والدته المسنة، قائلاً: "يا عجل! يا ‏طور!"‏

يا ترى: هل هذه لغة تبحث عن حل لقضية سكنية؟ أم تحريض صريح على الكراهية ‏والانقسام الطبقي؟ ‏
هذا الشخص لم يكتفِ بالإهانة، بل لوّح بوجود "أدوات" و"علاقات" تمرر القانون ‏بالقوة، وادّعى أنه يمثل "قوة فوق الدولة"، وهو تهديد صريح للأمن القومي والسلم ‏المجتمعي.‏

هل أصبحنا نناقش قضايا الوطن بمنطق الترويع والإهانة؟ وهل يُقبل أن يُهان ‏ملايين المستأجرين، بينهم أطباء وقضاة وأساتذة وضباط بهذه الطريقة السوقية؟

نطالب بـ: ‏
‏1. فتح تحقيق عاجل مع هذا الشخص بسبب تصريحاته الخطيرة. ‏
‏2. رد واضح من المجلس الأعلى للإعلام ضد هذا الانحدار في الخطاب. ‏
‏3. تدخل رسمي من النيابة العامة باعتبار تصريحاته تحريضًا وتهديدًا.‏

الخلافات يا سادة تُحل بالقانون، لا بالجزمة. ‏
الكرامة ليست طرفًا في أي تفاوض. ‏
الدولة فوق الجميع. ‏
والمستأجر مواطن محترم، وليس "صايعًا". ‏

ــــ ناشط حقوق انسان ـــــــ

‏ ميلاد يونان من يرد كرامة المستأجرين؟ الجارديان المصرية