جمال المتولى جمعة يكتب: اسرائيل لم تحقق اهدافها فى القضاء على حماس

بعد قرابة عامين من القتال تجد اسرائيل نفسها فى طريق مسدود استراتيجيا على الرغم من الانجازات الباهرة التى حققتها فى إلحاق الضرر بحماس وحرمانها من القدرة على العمل كجيش ارهابى منظم الا ان اسرائيل لم تنجح فى تحقيق اهداف الحرب المعلنة انهيار كامل لحكم حماس وتدمير كامل لقدراتها العسكرية وتهيئة الظروف لإطلاق سراح جميع الرهائن الاحياء والاموات وتغيير جذرى فى الواقع الامنى لقطاع غزة. ومشاركة امريكا فى هذه الحرب مشاركة ضخمة سياسية ودبلوماسية وسلاحا ومالا ومعلومات وحشد انصار سريين وشبه علنيين لاسرائيل مع ذلك لم يتم القضاء على حماس ولم تحقق الاهداف الاولية التى وضعها نتنياهو بعد عملية "طوفان الاقضى " فى 7 اكتوبر 2023 م
وفى سابقة خطيرة منعت اسرائيل دخول الصحافة العالمية حتى لا يفضحوا جرائم حربها واستخدام التجويع سلاحا لابادة الشعب الفلسطينى وهذا جزء من المخطط الصهيونى لاستكمال التطهير العرقى واخلاء قطاع غزة من المدينين بسبب القصف والتدمير والاصابات وتدمير المستشفيات والبنى التحتية وسط عجز وخذلان وتواطؤ عربى ودولى بقيادة الولايات المتحدة الامريكية . ان وسائل الاعلام تقوم بتعرية ادعاءات الكيان الصهيونى فى حق الفلسطينين والمقاومين بأنهم ارهابيون فمن خلال مايشاهده العالم من قسوة الجيش الصهيونى وتعامله اللاانسانى مع الاطفال والنساء وكبار السن والمدنيين يدرك الناس كذب الرواية الصهيونية مما يجعل من الصعب على الجمهور العالمى قبول فكرة انهم " ارهابيون" يستحقون الموت .
فى النهاية حرب اسرائيل على الاعلاميين هى اعتراف صريح بأن هذا الكيان لا يملك سندا حقيقا للبقاء وكلما سقط صحفى فلسطينى , ارتفع صوت الحقيقة وكلما حاول الكيان الصهيونى اسكات الكلمة الحرة , ازداد حضورها فى ذاكرة الانسانية , الدم الذى يسيل من الصحفيين الفلسطينيين ليس هباء بل شهادة على أن الرواية الزائفة ستسقط وأن الكلمة الاخيرة ستكون للحقيقة لا للمحتل الغاصب .
ان مجرم الحرب نتنياهو يواصل القتل وسياسة التجويع ويرفض اى وساطة لوقف الانتهاكات الانسانية اليومية ضد الابرياء فى غزة المنكوبة أمام صمت دولى وخذلان عربى وعجز أممى لا يقوى هؤلاء جميعهم على فرض عقوبات على دولة خارجة عن القانون تمارس الاحتلال والارهاب وتمعن فى القتل والتجويع . ويسعى هذا المجرم الى تحقيق المشروع الصهيونى التوسعى القائم على تحقيق الحلم التوراتى بإقامة "اسرائيل الكبرى" ذلك الحلم الذى اعلن عنه منذ عقود ويسعى نتنياهو اليوم الى تحويله الى واقع .
لقد فشلت الانظمة العربية فشلا ذريعا فى مواجهة المشروع الصهيونى مماأتاح للكيان الصهيونى استثمار تفوقه العسكرى واللعب بورقة الاقليات والمكونات التى اخفقت معظم الدول العربية وخصوصا المحيطة بفلسطين المحتلة فى التعامل معها بحكمة ووعى لتتحول الى ورقة رابحة فى يد المشروع التوسعى الصهيونى

#جمال المتولى جمعة
المحامى – مدير أحد البنوك الوطنية بالمحلة الكبرى سابقا