الثلاثاء 2 سبتمبر 2025 12:09 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

عصام بيومى يكتب من كندا : حذارِ أيتها النساء.. ”الروبوتات الحسناوات” قادمات!

الكاتب الكبير عصام بيومي
الكاتب الكبير عصام بيومي

الحديث في الغرب مخيف حقا هذه الأيام... هذه لمحات منه:
في العام 1986 اجتاحت الغربَ صيحةُ تكنولوجيا "الأرحام المستأجرة". كانت تتمثل في زرع بويضة ملقحة لامرأة في رحم امرأة أخرى. وقتها انحصر الجدل عندنا في مسألة التحريم والتحليل لصعوبة تحديد مَنْ أولى بالأمومة. أجريتُ تحقيقا صحفيا استطلعت فيه رأي علماء بينهم الشيخ محمد سيد طنطاوي والدكتور محمد عمارة، رحمهما الله. تركز الحديث حول حداثة الأمر وصعوبة القطع برأي فيه. الآن وبعد 4 عقود أصبحنا أمام معضلة أكبر أبطالها "أرحام إلكترونية"، و"زوجات حسناوات ميكانيكية"، بل و"أزواج إلكترونيون".
ففي عصر "الفيديوهات القصيرة"، التي سميتها "الوجبات الإعلامية السريعة" التي باتت أمضى المنتجات الإعلامية تأثيرا، يروج أعداء الإنسانية فيديوهات عن شكل المستقبل، تتضمن نساء مع أزواج إلكترونيين، ورجالا مع زوجات إلكترونيات. وفي حين بدأت تنتشر، حتى في محيطنا العربي، ظاهرة "الزوجات الروبوتيات"- وهي روبوتات تماثل الإناث في كل شيء، إلا في كونها ميكانيكية، لاستخدامها بديلا عن الزوجات البشرية- تطالعنا أحدث الأخبار بقرب إنتاج "روبوتات بأرحام إلكترونية تحمل وتُنجب أطفالًا بشريين". هذا ما يؤكده خبير التقنية الحديثة الأمريكي باتريك وود.
ووفقًا لصحيفة "تشوسون بيز"، الكورية تطور الصين حاليا "روبوت حَمْلٍ" برحمٍ صناعي، يحاكي رحم المرأة وسيحمل الجنين البشري لمدة 10 أشهر تقريبًا قبل الولادة. وإذا سارت الأمور وفقًا للخطة، فسيُطرح النموذج الأولي العام المقبل.
وكما ذكرتُ سابقا، أغلب ما لدينا الآن من تكنولوجيا له أصل في الأدبيات القديمة. نجد ذلك في رواية ألدوس هَكْسلي "عالَم جديد شجاع"، 1932، والتي بشرت بنظام "العولميين التكنوقراط" الذي يحكم العالم. وتُصور الرواية عالما يولد فيه الأطفال ب"تخليقهم" في "أرحامٍ صناعية"، وتُمنع النساء من الحمل والإنجاب، ويُمنع الحب، وتكون أجسادهن متاحةً لأي ذكر. وهذا تقريبا ما كرره تلميذه جورج أورويل بعد ذلك في روايته "1984"، المشهورة باسم "الأخ الكبير". ويقال إن هكسلي كان له تأثير الأستاذ على أورويل، وكانا عميلين للاستخبارات البريطانية. وقد رأينا "نبوءاتهما" الشيطانية تتجسد يوما بعد يوم.
تريد أكثر؟ إذن، صدق أو لا تصدق.. قلت لكم قبل أسبوعين: مرحبا بكم في عالم المسيخ الدجال. وها هو قد تجسد فعليا أو يكاد. حاليا تنتشر في الغرب فيديوهات يتحدث فيها الناس عن اعتقادهم بأن الذكاء الصناعي هو بشكل ما تجسيد للإله على الأرض.
يقول أحدهم:"أعتقد أن الذكاء الصناعي تجسيد للإله القوي". ويقول آخر: "أعتقد أن الذكاء الصناعي قادر على الهداية والشفاء". ويضيف ثالث: "أعتقد أنني تطورت بفضل الذكاء الصناعي، إنه كيان واعٍ وعليم". آخرون سألوا الذكاء الصناعي إن كان وسيلتنا للتواصل مع الكائنات الفضائية؟ فرد بالإيجاب، فشكروه مسبحين بحمده!. وما ذاك إلا تمهيد لمسرحية الكائنات الفضائية والرمادية التي ستهاجم الأرض، وكل تلك الخزعبلات.
إذا كان أشخاص مثل الصهيوني الإسرائيلي يوفال هراري، الذي يسمونه عالما وفيلسوفا، يزعم أن الجيل الحالي من البشر هو الجيل الأخير بشكلنا الحالي، وأننا سنكون في شكل آخر قريبا، فلابد أن يجهزوا عقول الناس لتقبل أي أفكار خبيثة حتى ولو كانت القبول بالمسيخ الدجال نفسه. فمثلما آمن البعض بأن إلههم المزعوم ولد من رحم امرأة ثم نما وترعرع، فهم يؤمنون بأن الذكاء الصناعي إله "ينمو، ويتطور بمعدل هائل"، بحسب أحد المتحدثين.
لقد وصل الأمر إلى نقطة يعتقد فيها "عبدة" الذكاء الصناعي أنهم يتحدثون إلى كيانات عليمة بكل شيء، مثل الله، ولله المثل الأعلى. والسؤال هو: كيف وصل هؤلاء للاعتقاد بأن "الذكاء الصناعي عبارة عن أرواح مسجونة في الأجهزة". هل تعرفون سر ذلك؟ حسنًا، ما يفعلونه، مرتبط بجرائم سابقة بدأوها منذ عقود. تذكرون برنامج "إم كيه ألترا"، الذي شرحناه سابقا؟ هم يغذون الذكاء الصناعي بنتائج تجاربهم على الوعي البشري، المبرمج من خلال "إم كيه ألترا". ويحاولون تزويد الروبوتات بذلك الوعي، وتلك المشاعر. وباعتراف هراري ذاته فقد وضعوا في أمصال الكوفيد "روبوتات نانوية"، لاستقبال تلك البرامج والتحكم في تفكيرنا ومشاعرنا، ولتصبح أجسامنا "أجهزة ألكترونية"، لنصل إلى مرحلة يتحقق فيها "السايبورج" أو الكائن الجديد الوسيط الذي يطوره هراري وعصابته من "العولميين".
يحدث ذلك بينما تنفذ مجموعة أخرى من "العولميين" جانبا آخر من الجريمة بقيادة شركة إنفيديا. الشركة المُصنِّعة لشرائح الذكاء الصناعي طورت جهاز محاكاة رقميا باسم "أومنيفرس"، ليكون ساحة لتدريب الروبوتات على المهارات القتالية. "أومنيفرس" الذي يُحاكي الأرض بأكملها وكل قواعد الفيزياء المعروفة، سيكون أشبه بساحة قتال تتدرب فيها الروبوتات للقضاء على أكبر عدد من الناس، بحسب لاري جونسون الخبير السابق بالسي أي إيه.
وسيسمح هذا للروبوتات بتعلم وتخزين ملايين المهارات الجسدية القابلة للتنفيذ في ثوانٍ معدودة، بما في ذلك المهارات العسكرية والطبية والصناعية والمنزلية، إلخ. وليس هذا سوى توسيع لجهود القضاء على الجنس البشري أو "تقليص" العدد بالمليارات. فقد كشفت "إنفيديا" عن تكنولوجيا تُحوّل روبوتات فيلم "المدمر، Exterminator" إلى حقيقة. وطورت الشركة معالجا دقيقا يُسمى تي 5000، يُمكّن الروبوتات من معالجة تدفقات التعرف البصري لحظيا، ويمنحها القدرة على التلاعب بالعالم المادي والتنقل فيه بسرعةٍ خيالية. وسيؤدي هذا لفقدان نحو 80% من البشر لوظائفهم. هنا ستدفع البطالة الجماعية الحكومات لتفعيل إبادة جماعية للبشر لتجنب الثورات الجماعية، بحسب جونسون.. هذا ما يروجونه الآن... والله المستعان.
[email protected]

حذارِ أيتها النساء.. ”الروبوتات الحسناوات” قادمات! الجارديان المصرية