الثلاثاء 2 سبتمبر 2025 12:01 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

عبدالرحيم حشمت عسيري المحامي يكتب: المتحف المصري شاهد على عصر السيسي

عبدالرحيم حشمت عسيري المحامي
عبدالرحيم حشمت عسيري المحامي

العالم كله ملوكا وزعامات شعوبا وحكومات إعلاما ومنظمات يترقب باهتمام بالغ وشغف كبير الافتتاح الرسمي للمتحف المصري الكبير الذي طال أمد انتظاره لكونه احتفالا سياحيا عالميا بأهم حدث ثقافي لأعظم متحف أثري في التاريخ البشري والذي فتح أبوابه بالفعل لاستقبال زواره منذ اكتوبر / 2024 م في ضوء الافتتاح التجريبي له ومازال يواصل استقبال زواره لحين الافتتاح الرسمي المقرر له أن يكون يوم 1 / نوفمبر / 2025 م .. وفي الحقيقة والواقع لا نأتي هنا بجديد إذا قلنا أن هذا المتحف الأسطوري العظيم يعزز من مكانة مصر كمركز ثقافي عالمي كما يُعد أكبر الشواهد التراثية الحديثة المهمة التي تؤكد على عظمة أجدادنا القدماء المصريين الذين شيدوا الحضارة المصرية القديمة بعبقرية فريدة لذا يستحق هذا المشروع المتحفي الضخم عن جدارة أن يُطلق عليه مشروع القرن بلا أدنى مبالغة حيث أُنشئ ليكون صرحاً حضارياً وثقافياً وترفيهياً عالمياً متكاملاً .. وليكون القبلة الأولى والأخيرة لكل المهتمين بالتراث المصري القديم زوارا كانوا أو هواة .. طلاب علم أو علماء متخصصين .
يعتبر هذا المتحف التاريخي من أهم انجازات مصر في هذا العصر وأكثرها شهرة عالمية إذ يتميز بتصميمات هندسية فريدة من نوعها وموقع عبقري على طريق القاهرة الإسكندرية الصحراوي بإطلالة رائعة على أهم عجائب الدنيا السبعة القديمة المتبقية حيث تم تصميمه بشكل علمي ومنهجي دقيق ومدروس للغاية إذ تعتبر عملية تصميم مبنى هذا المتحف بهذه الكيفية امتدادا طبيعيا لفن العمارة في الحضارة المصرية القديمة حيث تعتمد فكرة بنائه على تجسيد أشعة الشمس الممتدة من قمم الأهرامات الثلاثة حيث تشكل عند التقائها شكلا هندسيا ثلاثي الأبعاد لا مثيل له على وجه الأرض ليشيد أحفاد الفراعنة على محدداته الكلية بدقة متناهية مبنى واجهة المتحف المصري الكبير على هيئة مثلثات متداخلة ذات أحجام متباينة وألوان متناغمة تبدو للناظرين كلوحة فنية ساحرة جمعت بين الأصالة والمعاصرة بحرفية نادرة .. لوحة أقرب ما تكون إلى الخيال منها للواقع رسمت خطوطها العريضة عقول وسواعد مصرية خالصة .
وقد استغرق العمل في هذا الصرح المصري الشامخ الذي يُعد أعظم وأكبر متحف آثار في العالم كله بلا منازع لأكثر من 20 عاما متواصلة حيث أُقيم على مساحة 117 فدان بحجم مدينة بأكملها وما كان لهذا المتحف العملاق أن يقام على هذه المساحة الشاسعة لولا توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي .. الداعية لضرورة العمل على أن يكون هذا المتحف أكبر متحف آثار على وجه الكرة الأرضية .. لذلك يستوعب هذا المتحف 5 مليون زائر يوميا قابلة للزيادة ويحوي أكثر من 100 ألف قطعة أثرية نادرة معروضة بوسائل متطورة وأساليب حديثة تليق باسم وحجم وعظمة مصر في كل العصور ومن بين هذه الآثار المعروضة كنوز الملك الشاب الأشهر توت عنخ آمون التي ستُعرض في هذا المتحف الضخم كاملة لأول مرة منذ اكتشاف مقبرته سنة 1922 م .
ومن بين الآثار القديمة الموغلة في القدم –التي تدعونا للافتخار بتاريخنا– المعروضة في المتحف المصري الكبير قطعة آثار عمرها 700000 سبعمائة ألف سنة والتي تم اكتشافها في منطقة العباسية في وسط القاهرة وهي عبارة عن فأس حجرية تعود للعصر الحجري القديم حيث كان يستخدمها القدماء المصريين في صيد الأسماك والحيوانات وقطع الأشجار والنباتات وتُعد من أقدم الأدوات الحجرية التي استخدمها الانسان على وجه الأرض .
كما يؤكد هذا الاكتشاف العظيم أيضا على حقيقة علمية تاريخية جديدة ألا وهي أن عمر الحضارة المصرية القديمة يمتد لـ 700000 سبعمائة ألف سنة وليس 7000 سبعة آلاف سنة كما كنا نعتقد من قبل وهذا معناه بمنتهى البساطة أن الحضارة المصرية القديمة هي أصل الحضارات البشرية قاطبة وهو ما أثبتته الحقيقة العلمية التي توصلت لها الجمعية الأمريكية للجينات المشهود لها بالدقة والحيادية والتي خلُصت إلى أن الموطن الأول للجنس البشري كان في مصر ومنها انطلقت البشرية لتنتشر في أصقاع الأرض من أقصاها إلى أدناها .. الأمر الذي سيغير –لا محالة– الحقائق العلمية والتاريخية السائدة بل سيغير وجه العالم وسيضع مصر في مقدمة الأمم والشعوب .
ولا أكون مبالغا أبدا إذا قلت أن هذه الآثار النادرة التي ستعرض لأول مرة بمناسبة الافتتاح الرسمي للمتحف المصري الكبير ستجعل الزائر من شدة إعجابه بها يهتز كيانه ويقف أمامها طويلا متسمرا في مكانه مندهشا فاغرا فاه مذهولا من هول ما سيرى بأم عينه لأول مرة في حياته وربما أغمى عليه فجأة فلا يتذكر حينئذ ما شاهده من أعجب عجائب الدنيا وما لم يشاهده ولا يعرف من أين بدأ وإلى أين انتهي وما أن يستعيد وعيه حتى يتحول –دون أن يدري– من زائر عادي لمروج سياحي للحضارة المصرية القديمة عندما يعود إلى بلاده .
يتصدر مدخل المتحف المصري الكبير في منتصف البهو الفرعوني مستقبلا الزائرين بعظمة وشموخ وهيبة تمثال الملك رمسيس الثاني أحد أشهر وأقوى ملوك مصر القديمة الذي تم نقله من ميدان رمسيس أكبر ميادين القاهرة الخديوية وأكثرها شهرة إلى مقره الحالي في موكب مهيب شهد مشاركة رسمية وجماهيرية كبيرة وأحدث ضجة عالمية واسعة حيث سارعت القنوات التلفزيونية في العالم كله بتغطية ذلك الموكب التاريخي بالصوت والصورة على الهواء مباشرة وتناقلته وكالات الأنباء العالمية في التو واللحظة في شتى أنحاء المعمورة وتابعته المنظمات الدولية المهتمة بالموروثات الحضارية وعلى رأسها الحضارة المصرية القديمة وتناولته الصحافة العالمية والمراكز البحثية والمجلات العلمية المتخصصة بالتقييم والتحليل والمتابعة على مدى فترة طويلة .. حيث يعد هذا التمثال الضخم أحد أبرز القطع الأثرية الأعظم في تاريخ البشرية المعروضة حاليا في هذا الصرح المصري الثقافي الحضاري الكبير باعتباره إحدى البوابات التاريخية المهمة للعبور إلى ماضي مصر وحاضرها ومستقبلها .
كما يضم هذا المتحف المترامي الأطراف بين جنباته العديد من صالات العرض الدائمة والمؤقتة ومراكز مخصصة للمؤتمرات ومتحف ل

عبدالرحيم حشمت عسيري المحامي المتحف المصري شاهد على عصر السيسي الجارديان المصرية